رقم حفظ النعمة
تُعد نعمة الله سبحانه وتعالى على الإنسان من أثمن ما يمتلكه، ويجب على المسلم أن يحافظ عليها ويقدرها، فالله سبحانه وتعالى هو الذي منحه هذه النعم، ومنحه العقل والقلب ليشكرها، ويدرك قيمتها، ويمكن للمسلم أن يحافظ على هذه النعمة من خلال عدة طرق، منها:
الشكر على النعمة
أن يحمد الله سبحانه وتعالى على ما منحه من نعم، فالشكر واجب على كل مسلم، وهو سبب في دوام النعم وزيادتها، قال تعالى: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” (إبراهيم: 7)، وللشكر صور وأشكال كثيرة، منها:
– ذكر الله سبحانه وتعالى والثناء عليه على ما أنعم به.
– أداء العبادات والطاعات، فكل عبادة هي شكر لله تعالى.
– الدعاء لله سبحانه وتعالى بأن يديم النعمة ويبارك فيها.
– إظهار النعمة واستخدامها فيما يرضي الله تعالى، فاستخدام المال في سبيل الخير والبر صدقة، واستخدام الجاه في نصرة الحق شكر لله سبحانه وتعالى.
استعمال النعمة فيما يرضي الله
أن يستخدم المسلم النعمة فيما يرضي الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى هو الذي وهب له هذه النعم، وهو أحق من ينتفع بها، قال تعالى: “وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ” (القصص: 77)، ومن صور استعمال النعمة فيما يرضي الله سبحانه وتعالى:
– الإنفاق في سبيل الخير، والصدقة على المحتاجين والفقراء.
– إعانة المظلومين ونصرة الحق والعدل.
– الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
– تربية الأبناء على الأخلاق الفاضلة.
– إعمار الأرض وإصلاح المجتمع.
عدم التكبر والإسراف
أن يتجنب المسلم التكبر والإسراف، والتكبر هو أن يرى المسلم نفسه أفضل من غيره بسبب ما يمتلكه من نعم، والإسراف هو أن ينفق المال في غير ما يحتاج إليه، أو أن يستخدم النعمة فيما لا يرضي الله تعالى، قال تعالى: “وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” (البقرة: 195)، ومن صور التكبر والإسراف:
– التباهي بالنعم أمام الآخرين.
– التبذير في الإنفاق.
– استغلال النعم في معصية الله تعالى.
– التسلط على الآخرين بسبب ما يمتلكه المسلم من نعم.
القناعة والرضا
أن يقنع المسلم بما رزقه الله سبحانه وتعالى، ويرضى بقسمته، فالقناعة هي أن يرى المسلم أن ما قسمه الله تعالى له هو الأفضل له، وهي من أهم أسباب حفظ النعمة، قال تعالى: “وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُهُ بِقَدَرٍ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ” (الشورى: 27)، ومن صور القناعة والرضا:
– أن لا يتمنى المرء أن يكون في حال غير حاله.
– أن لا يحقد على من هو أفضل منه حالاً.
– أن لا يتسخط على قدر الله تعالى.
– أن يطمئن المسلم بأن رزقه مضمون.
التوكل على الله
أن يتوكل المسلم على الله سبحانه وتعالى في حفظ نعمه، فالتوكل هو أن يعلق المسلم قلبه بالله سبحانه وتعالى، ويثق به في حفظ نعمه، قال تعالى: “وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ” (الطلاق: 3)، ومن صور التوكل على الله سبحانه وتعالى:
– أن يثق المسلم بأن الله سبحانه وتعالى هو القادر على حفظه من كل شر.
– أن لا يكثر المسلم من القلق والتفكير في المستقبل.
– أن يسعى المسلم في عمله ويجتهد، ويرضى بما قسمه الله تعالى له.
– أن يدرك المسلم أن التوكل على الله تعالى لا يعني الكسل وعدم العمل.
الدعاء
أن يدعو المسلم الله سبحانه وتعالى بأن يحفظ عليه نعمه، والدعاء هو من أهم أسباب حفظ النعم، قال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” (غافر: 60)، ومن صور الدعاء:
– أن يدعو المسلم الله تعالى أن يحفظه من الزوال والحرمان.
– أن يدعو المسلم الله تعالى أن يبارك له في نعمه.
– أن يدعو المسلم الله تعالى أن يزيده من فضله.
– أن يدعو المسلم الله تعالى أن يجعله شاكراً لنعمه.
الاستغفار والتوبة
أن يستغفر المسلم الله تعالى على ما فرط منه في حق نعمه، وأن يتوب إليه، قال تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور: 31)، ومن صور الاستغفار والتوبة:
– أن يعترف المسلم بذنبه وخطئه في حق نعم الله تعالى.
– أن يندم المسلم على ما فرط منه.
– أن يترك المسلم الذنب ويقلع عنه.
– أن يعزم المسلم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى.