سعد الدين القطيف.. “قيد النسب”
هو سعد الدين بن حسن بن عبد الكريم القطيف، عالم دين شيعي وأديب وشاعر بحراني، ولد في جزيرة تاروت في جزيرة القطيف (شرقي المملكة العربية السعودية) عام 1250هـ/1834م، ونشأ فيها وتعلّم مبادئ اللغة العربية والقرآن الكريم والأدب على والده حسن القطيف، واشتهر بلقب “قيد النسب” لشدة إتقانه لعلم الأنساب.
نشأته وتعليمه
تلقى سعد الدين القطيف تعليمه الأولي على والده في جزيرة تاروت، ثم رحل إلى مدينة العوامية لطلب العلم على يد العلامة الشيخ جعفر الكاشاني، وقام بزيارة الحج إلى مكة المكرمة عدة مرات، حيث أقام بها مدة من الزمن.
توجه إلى العراق ودخل النجف الأشرف، واستقر بها لمدة طويلة، حيث درس العلوم الدينية والأدبية على أعلام الحوزة العلمية فيها، وأخذ عن كبار علماء عصره، منهم: الشيخ مرتضى الأنصاري، والشيخ محمد حسن النجفي، والشيخ محمد باقر الأصفهاني.
بالإضافة إلى العلوم الدينية، برع سعد الدين القطيف في الأدب والشعر، وكتب القصائد والمقطوعات الشعرية ونظم الموضوعات الأدبية والتاريخية.
آثاره العلمية
ترك سعد الدين القطيف العديد من المؤلفات والمخطوطات العلمية والأدبية والتاريخية، ومن أشهرها:
– “منتهى الآمال في تواريخ الرجال”: موسوعة في علم التراجم تضم معلومات عن علماء الشيعة ورجالات الأدب والتاريخ.
– “درر البحار في تراجم الأعيان والأخبار”: كتاب في علم الأنساب والتاريخ يتناول سيرة أعلام الشيعة.
– “الغرر الحسان في مناقب إخواننا الصحيحانيين”: كتاب يتناول مناقب علماء البحرين.
– “الدر النضيد في تاريخ آل بو فليح”: كتاب يتناول تاريخ هذه الأسرة البحرانية.
– “مجمع الفوائد والمباني في العلوم والمعاني”: كتاب يضم مجموعة من الرسائل والبحوث العلمية والأدبية.
– “أرجوزة في علم الأنساب”.
مناصبه العلمية
تولى سعد الدين القطيف العديد من المناصب العلمية والدينية، منها:
– مفتي البحرين.
– مدرس في الحوزة العلمية في النجف الأشرف.
– ناظر مدرسة الصدر في النجف الأشرف.
– قاضي في محكمة البحرين.
ثناء العلماء عليه
حظي سعد الدين القطيف بثناء كبير من علماء عصره، فوصفه الشيخ مرتضى الأنصاري بـ”صاحب التصانيف النافعة والمؤلفات البديعة”، وقال عنه الشيخ محمد حسن النجفي: “كان فاضلاً محققاً، ثقة جليل القدر، عظيم المنزلة”، ونعته الشيخ محمد باقر الأصفهاني بـ”الأديب الفاضل والشاعر الماهر”.
عودته إلى البحرين ووفاته
بعد إقامته الطويلة في النجف الأشرف، عاد سعد الدين القطيف إلى البحرين في عام 1319هـ/1901م، واستقر في مدينة العوامية، حيث واصل تدريس العلوم الدينية والأدبية حتى وفاته في عام 1325هـ/1907م، ودفن في مقبرة العوامية.
خاتمة
كان سعد الدين القطيف أحد أعلام الفكر الشيعي في القرن الثالث عشر الهجري، وأحد أبرز علماء البحرين في عصره، وقد ترك إرثًا علميًا وأدبيًا غنيًا، وما زالت مؤلفاته تعد من المراجع الهامة في علم الأنساب والتاريخ والأدب.