سورة يوسف مكتوبة بالرسم العثماني
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين, أما بعد:
مقدمة:
سورة يوسف هي السورة الثانية عشر في المصحف الشريف، وهي سورة مكية نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وهي إحدى السور الطوال إذ يبلغ عدد آياتها 111 آية. وقد سميت سورة يوسف بهذا الاسم لأنها تتناول قصة سيدنا يوسف عليه السلام بالتفصيل.
1. بداية القصة:
وتبدأ القصة في مكة المكرمة، حيث كان سيدنا يعقوب عليه السلام يعيش مع أبنائه، ومن بينهم يوسف وبنيامين اللذان كانت لهما مكانة مميزة عنده. وأما إخوة يوسف الآخرون فقد كانوا يكنون لهما الحسد والكراهية، وكانوا يتمنون التخلص منهما.
2. مكيدة الإخوة:
وفي أحد الأيام، بينما كان يعقوب عليه السلام بعيدًا، اجتمع إخوة يوسف واتفقوا على التخلص منه. فاستغلوا غياب أبيهم وأخذوا يوسف إلى الصحراء، ثم طرحوه في بئر، وتركوه هناك حتى يموت أو تمزقه الوحوش.
3. بيع يوسف:
وبعد فترة من الزمن، مرّ بالقرب من البئر قافلة من التجار، فسمعوا أنين يوسف فأنقذوه من البئر، ثم باعوه إلى تاجر من مصر. فأخذه التاجر إلى مصر حيث باعه إلى رجل اسمه العزيز، وكان من كبار رجال الدولة.
4. يوسف في بيت العزيز:
وعاش يوسف في بيت العزيز محترمًا مكرمًا، وذلك بسبب أخلاقه الحميدة وأمانته. وقد أعجب العزيز بيوسف وأحبه، وجعله مسؤولاً عن كل ما يملك.
5. فتنة زليخا:
ولكن زوجة العزيز، زليخا، كانت تكن ليوسف مودة شديدة، وحاولت إغوائه مرارًا وتكرارًا. إلا أن يوسف عليه السلام كان شابًا صالحًا تقيًا، فرفض كل محاولاتها.
6. دخول السجن:
ولما يئست زليخا من إغواء يوسف، كذبت عليه واتهمته بأنه حاول الاعتداء عليها. فصدقها العزيز في البداية، وحبس يوسف في السجن.
7. تفسير الأحلام:
وفي السجن، تعرف يوسف على شابين، أحدهما كان يرى أنه يعصر خمرا، والآخر أنه يحمل خبزا تأكل الطير من رأسه. فسألهما يوسف أن يخبراه بتفسير أحلامهما.
8. تفسير حلم الملك:
وبعد فترة، دخل الملك السجن ونظر إلى يوسف فوجده شابًا نبيهًا. فعرض عليه أن يفسر له حلمه، فوافق يوسف. وكان حلم الملك أنه رأى سبع بقرات سمينات يأكلهن سبع بقرات عجاف، وسبع سنبلات خضر وسبع سنبلات يابسات.
9. يوسف وزيرًا للملك:
فسر يوسف حلم الملك بأنها سبع سنوات من الخصب، تليها سبع سنوات من الجدب. ونصح الملك بأن يخزن الطعام في سنوات الخصب استعدادًا لسنوات الجدب. فأعجب الملك بتفسير يوسف وحكمته، وأخرجه من السجن وجعله وزيرًا له.
10. اللقاء مع إخوته:
وفي سنوات الجدب، جاء إخوة يوسف إلى مصر ليشروا الطعام، ولم يعرفوه في البداية. ولكن يوسف عرفهم، فكشف لهم عن حقيقته، وأمر بنزول أخيه بنيامين إليهم.
11. عودة يوسف إلى أبيه:
ولما عرف إخوة يوسف الحقيقة، ندموا على ما فعلوه به. ورجعوا إلى أبيهم وأخبروه بما حدث، ففرح يعقوب وابتهج بعودة ابنه يوسف. وأرسل يوسف إلى أبيه وإخوته ليأتو إلى مصر ويقيموا معه. وتحققت بذلك بشارة الله ليوسف، بأن سيرى من إخوته وأبيه بعد أن ظن أنهم هلكوا.
12. دروس وعبر:
وتحفل قصة سيدنا يوسف عليه السلام بالعديد من الدروس والعبر، منها:
– أنه مهما اشتد البلاء على الإنسان، فعليه ألا ييأس من رحمة الله، وأن يتوكل عليه.
– أن الأمانة وحسن الخلق يرفعان من شأن المرء ويفتحان له أبواب النجاح.
– أن الحسد والكراهية يمكن أن تؤدي إلى ارتكاب الجرائم.
– أن التوبة النصوح تقبل عند الله، وتؤدي إلى المغفرة والهداية.
الخاتمة:
سورة يوسف من سور القرآن العظيم التي تتضمن قصة تشويقية وعبرة عظيمة، فهي تحكي قصة شاب تعرض للظلم والابتلاء، ولكن الله تعالى أنجاه من كل مكروه وجعله من أعظم رجال عصره. وتحتوي سورة يوسف على العديد من الحكم والمواعظ، وهي من السور التي يكثر المسلمون من قراءتها والتدبر في معانيها.