بسم الله الرحمن الرحيم
سورة يوسف من أطول وأجمل سور القرآن الكريم، وتقع في الجزء الثاني عشر منه، وهي سورة مكية نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، ويبلغ عدد آياتها مائة وإحدى عشر آية.
وتتحدث سورة يوسف عن قصة النبي يوسف عليه السلام، وما لاقاه من ابتلاءات ومصاعب، ثم تيسير الله له ونصرته وتوليه أمر مصر.
قصة سيدنا يوسف
إخوة يوسف يكيدون له
كان سيدنا يوسف عليه السلام فتى جميلاً ومدللاً من أبيه، وأحبه أبوه أكثر من إخوته، فأغاروا منه وأرادوا التخلص منه، فألقوه في بئر، ثم باعوه لتجار كانوا متجهين إلى مصر.
وبيع سيدنا يوسف في سوق النخاسة إلى عزيز مصر الذي تبناه وجعله أميناً على بيته، ورزقه الله علماً وتقوى، فلما بلغ أشده عرضت عليه امرأة العزيز، زوجة العزيز، نفسها، فاستعاذ بالله منها.
فلما تمادى إغوائها له، هرب منها، ولكنها أمسكت بقميصه من الخلف، فلما دخل عليها زوجها وجد قميص يوسف ممزقاً من الخلف، فاتهمته امرأته بمحاولة الاعتداء عليها.
في السجن
وبعد اتهام امرأة العزيز له، أمر زوجها بإلقائه في السجن، وهناك التقى سيدنا يوسف بفارسين من رجال الملك، فرأت كل واحد منهما في منامه حلماً، فقصاه على يوسف، ففسر لهما الحلم.
ثم أمر الملك بإحضار يوسف إليه، ففسر له الرؤيا التي رآها وعجز الكهنة عن تفسيرها، وكانت رؤيا سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف، وسبع سنبلات خضر وسبع يابسات.
فأخبره سيدنا يوسف أن مصر ستشهد سبع سنين من الخصب، ثم سبع سنين من القحط، فأمر الملك بتولية يوسف على خزائن مصر ليتدبر أمر البلاد.
اللقاء مع إخوته
جاء إخوة سيدنا يوسف إلى مصر في سنوات القحط، فقابلهم يوسف ولم يعرفوه، ولما طلب منهم أن يحضروا معه أخاهم الأصغر، تعرفوا عليه، ولكنهم ندموا على ما اقترفوه في حقه.
ثم اصطحب يوسف إخوته إلى أبيهم في فلسطين، وأخبرهم أنه هو يوسف أخوهم الذي باعوه، ففرح والده وأهل بيته، وعاشوا في نعيم في مصر.
الدروس المستفادة من سورة يوسف
تزخر سورة يوسف بالعديد من الدروس المستفادة، منها:
- الصبر على البلاء والثقة في قدر الله.
- التقوى والاستقامة وحفظ العرض.
- فضل العلم والتقوى.
- أهمية التوبة والرجوع إلى الله.
- عاقبة الغدر والحسد.
- فضل الصدق والأمانة.
- فضل الأخوة والتعاون.
خاتمة
سورة يوسف من السور العظيمة والغنية بالمواعظ والعبر، وتحث على التمسك بالأخلاق الحميدة والتقوى والصبر على البلاء والتوكل على الله.
وتبين سورة يوسف أن من يتوكل على الله ويستعين به وينتصر للحق، فسينصره الله ويعينه، وأن الله مع الصابرين.
والله أعلم.