الشعر الحزين عن وهم الدنيا وخداع الناس
الشعر الحزين هو نوع من الشعر الذي يعبر عن مشاعر الحزن والأسى، ويعتبر الشعر الحزين عن الدنيا والناس من أكثر الأنواع شيوعًا في الشعر العربي، حيث يعبر عن آلام النفس البشرية وتجاربها المريرة مع الحياة والناس، وإليكم بعض الأمثلة على الشعر الحزين عن الدنيا والناس:
الدنيا دار فانية
الدنيا دار فانية زائلة، لا تدوم فيها المتع والملذات، وهي دار ابتلاء وفتن، يمتحن الله بها عباده، قال الشاعر:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
وآخر قال:
يا صاحب الدنيا الذي هو في غرور هل لك في دار جديدة ليس لها سور إن كنت ذا عقل فاتعظ بهذا العمى إن الذي يبكي عليه هو العمي
وقال آخر:
كفى حزنا أني امرؤ فيك مقيم وكم لي من الأحباب أقبرهم صرعى أحبتك يا دنيا فكم من محبهم قضى نحبه فيك وما منه لك حرى
غدر الناس وخيانتهم
من أسباب الحزن في الدنيا غدر الناس وخيانتهم، وخيبة الآمال فيمن نحبهم ونثق بهم، قال الشاعر:
ليس الغريب غريب الوجه واللسن إن الغريب غريب القلب والبدن أضحى أخي اليوم لا يثق بي حتى كأني أجنبي أو عدو
وآخر قال:
لا تصحب الآثمين ولا تدن منهم إن مصاحبة الآثمين تورث الندم صحبتهم تفسد الدين والقلب والفساد داء خبيث يورث السقم
وقال آخر:
إذا المرء لم يجعل له من صديق أخا يصدقه في السراء والضراء كما يصدق نفسه في هواه فليكن وحيدا لا يعاشر أحدا
الحزن والكآبة
الحزن والكآبة هما رفيقا الدنيا، ولا يسلم منهما أحد، قال الشاعر:
ما في الطلول لأهل العشق من نفع إلا الحديث عن الأحباب والوجع هم أهلها وهم أحق بها سكنا ما لي وللرسوم الدارسات وللربع
وآخر قال:
إني لأذكر أيام الغواني فأسفح الدمع في غير احتشام ويا ليالي الوصال قد قضت لكن بقيتم ذكرى في الفؤاد
وقال آخر:
لقد هزني وجدي بمن لا يبالي بحالي فقلبي للفراق أسير وما عشت في الدنيا ألا قليلا وللموت حتما بعده مصير
آلام الفراق والبعد
من أشد الآلام التي يعاني منها الإنسان في الدنيا هي آلام الفراق والبعد، قال الشاعر:
أيا معشر العشاق بالله أخبروني متى كان ليلى في فؤادك منزل أقسمت بربك أنت عندي محبب وإن كنت في شغل عني ومشغول
وآخر قال:
إذا لم يكن عشقي جنوناً فلا دواء له ما صنعت قلبي وما أنا صانع عشقي وإن لم يقتلني فهو في الهوى طبيبي وراح ليّ وإن كان قاتع
وقال آخر:
يا ليت أيام الصفا لم تزل كنعيم عيشنا في ظل سلم ويا ليت أمسي لم يغب عن ناظري ويلومني في ذاك منطق هزلي
وحدة القلب والعزلة
الوحدة والعزلة هما من أسباب الحزن والأسى في الدنيا، قال الشاعر:
وحدي أجالس وحشة القلب لما هجرتك عيني يا أم عمرو وجفاك أوجع القلب وهاج الشوق والبرحاء من صبري
وآخر قال:
أرقت وظن الناس أني نائم وما بي من النوم إلا التظاهر وفي الناس من يطلب الصد عنهم وفي الناس من لو مات لاحتفلوا به
وقال آخر:
يا رب إن كنت خلقت الخلق مقترنا فلم خلقتني وحدي بغير قرين يا ليتني حجر على قبر يذوب دما من بعد ما أدركته من حزن حزين
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
يعتبر المؤمن في الدنيا وكأنه في سجن، بينما الكافر في جنة، قال الشاعر:
دنيا متاع الغرور جنة الكافر وسجن المؤمن الدنيا سجن المؤمن إن عمل خيرا جنى خيرا
وآخر قال:
ألا إنما الدنيا متاع لحينها وإن المرء فيها بين جنتين جنة فيها النعيم لا انقطاع له وجنة فيها العقوبة والنكال
وقال آخر:
يا دار ما أبقى الزمان بها من ساكنيها غير رسم الدار ويا دنيا ما أبقى الزمان بها من باعثيها غير بهض الحمار
الدنيا مزرعة الآخرة
الدنيا مزرعة الآخرة، وما نزرعه فيها نحصده في الآخرة، قال الشاعر:
يا راكبا إن كنت ذا قصد بين الطريق وسالك إحدى الخصلتين ادخر ليوم آخرته أو مت على ما أنت فيه من عمل
وآخر قال:
إذا لم تكن إلا الدنيا همتنا فما بالنا فيها نموت ونولد ونأخذ من دنيا ونترك من دنيا ونحن إلى الأخرى لدينا نعود
وقال آخر:
يا دنيا ألا كفي شوادينا أنا قد مللنا كل ما تشفينا إن الدين قد أمر الذين أحبوه بأن لا يحبوك حتى يمينا
الشعر الحزين عن الدنيا والناس هو لون من ألوان الشعر العربي الذي يعبر عن مشاعر الحزن والأسى، وهو لون من الشعر يحاكي واقع الحياة البشرية، ويكشف عن آلام النفس البشرية ومعاناتها في الحياة، ويعتبر الشعر الحزين عن الدنيا والناس من أكثر الأنواع شيوعًا في الشعر العربي، ومن أبرز شعراء هذا اللون من الشعر أبو نواس وأبو العتاهية وابن زيدون والمتنبي والمهيار الديلمي.