البدر، ذلك القمر المكتمل الذي يسطع في سماء الليل، ملقياً ضوءه الساحر على العالم. في الشعر العربي، كان البدر مصدر إلهام لا ينضب للشعراء على مر العصور، حيث ألهمت خصائصه الفريدة من الجمال والغموض قصائد لا حصر لها.
سحر البدر:
يصف الشعراء سحر البدر وأثره الساحر على النفس:
“يا بدر طلع من الظُّلْمات له لحظات نظرات
فأتاك بدر السماء ِ حسن وكمالٌ وجودات”
– المتنبي
“يا بدرُ أنت حبيبُ النفس فانظرها وانظر لقلبي كيف يحبك يا بدر”
– جميل بثينة
“وبدر تم في أفق السماء ِ كدرهم في يمين ذي ذراع”
– البحتري
ضوء البدر:
يلقي البدر نوره الساطع على العالم، ويبدد ظلام الليل:
“وإذا البدور تبسّمن عن مثلثاتِ صقيلاتِ قد مسّهن الماسُ فاخترقت”
– المتنبي
“إني رأيت البدر فوق الأيك عارية الثديين بين القنن”
– حسان بن ثابت
“والبدر يفضح ليلى في العراءِ ويغمس الشرق في وشي الدماء”
– أبو تمام
جمال البدر:
يتغنى الشعراء بجمال البدر الخلاب، شبهه بمختلف الأشياء الرائعة:
“بدت كأنها بدر يسطع في غلس الظلام في حنادس سقف”
– زهير بن أبي سلمى
“ولا كالبدر في الصحراء ساطع ولا كالشمس في وقت الظهيرة”
– الأعشى
“مثل البدور إذا تجلّت ضاحكاتٍ عن ثغرها بدر النجوم الزواهر”
– ابن الرومي
غموض البدر:
يخفي البدر غموضًا يثير الخيال والإبداع:
“يا بدرًا يبدو في الظلام أفديك من بدر التمام”
– لبيد بن ربيعة
“أغار عليه الليلُ أن يبينهُ فطوقه برداً ليغيّبَه”
– الحسين بن الحجاج
“والبدر في أفق السماء مقيم ما بين ساج عاكف أو صائم”
– أحمد شوقي
رمزية البدر:
يتجاوز البدر كونه مجرد جرم سماوي؛ إذ يرمز إلى مفاهيم أعمق:
“يا بدر السما سطعت بنورك المنير يا بدر السما يا نبع النور المثير”
– أمير الشعراء أحمد شوقي
“بدا البدر منهلاً من الماءِ فأقبلت أسقياً الكلمات”
– أبو تمام الطائي
“والبدر ليس بمانعِ الليلِ ولا الشمس بمعيدِهِ”
– المتنبي
الحنين إلى البدر:
يعبر الشعراء عن حنينهم إلى البدر في غيابه، مشتاقين إلى نوره وجماله:
“واصبر على الدهر إن طال بنا فالبدر بعد ظلام الليل يظهر”
– الشاعر القروي
“مرّ على البدر سحابٌ فغيبَه فبكى عليه بدرُ الأرض والمزن”
– محمد البغدادي
“يا بدر لو كنتَ لي صديقاً لما خلا منك مجلسي”
– بدر شاكر السياب
سيظل البدر مصدر إلهام لا ينضب للشعراء العرب، لما يحمله من خصائص فريدة من الجمال والغموض والرمزية. وستستمر قصائدهم الممتعة في الاحتفاء بسحر البدر وضوئه وجماله وحنينه لسنوات قادمة.