الشكر لله”
الشكر في القرآن الكريم”
إن الشكر لله تعالى هو أمرٌ عظيمٌ وقد حثّنا عليه القرآن الكريم في آياتٍ عديدةٍ، منها قوله تعالى: “وَاشْكُرُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ” (البقرة: 172)، وقوله تعالى: “وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا” (آل عمران: 103).
أشكال الشكر لله تعالى”
الشكر بالقلب: ويُعرف بالاعتراف بنعم الله الظاهرة والباطنة، والثناء عليه وتقديره.
الشكر باللسان: ويُعبر عنه بالتلفظ بكلمات الشكر والثناء على الله، وقد ورد ذكر هذه الكلمات في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا” (الكهف: 24).
الشكر بالجوارح: ويُعرف بالعمل الصالح، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يشكر الناس لم يشكر الله”.
فضل الشكر لله عز وجل”
زيادة النعم: قال الله تعالى في سورة سبأ: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” (سبأ: 7).
التوفيق والهداية: قال الله تعالى في سورة النحل: “وَمَنْ أَشْكَرَ فَإِنَّمَا يُشْكِرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ” (النحل: 12).
رضا الله تعالى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من شكر فقد حمد، ومن لم يشكر فلم يحمد”.
آثار الشكر في حياة المسلم”
السعادة والراحة النفسية: حيث إن من يشعر بالشكر لله تعالى على نعمه يدرك كم هو مقصّرٌ في رد الجميل، وهذا الشعور يُنعكس على نفسه بالسعادة والطمأنينة.
زيادة الإيمان: حيث إن الشكر لله تعالى يجعل المسلم يدرك عظمة الخالق عز وجل، ما يُؤدي إلى زيادة إيمانه به ونعمه.
تحسين العلاقات الاجتماعية: حيث إن من يشكر الناس على عطائهم يترك أثرًا طيبًا في نفوسهم، ما يُساهم في تحسين العلاقات الاجتماعية.
نصائح لتحقيق الشكر لله”
الإحساس بنعم الله تعالى: فيقوم المسلم بالتأمل في نعم الله عليه الظاهرة والباطنة، ويدرك كم هو مقصّر في شكرها.
ذكر الله تعالى دائمًا: حيث يساعد ذكر الله تعالى على تذكر نعمه علينا، ومن ثم شكره عليها.
التعلم من غافلين عن الشكر: حيث يجب على المسلم مراقبة الغافلين عن الشكر لله تعالى، والاعتبار منهم واتخاذهم عبرة لنفسه.
قصص من الشكر لله عز وجل”
قصة سيدنا سليمان عليه السلام: حكى الله تعالى في سورة النمل عن شكر سيدنا سليمان عليه السلام على ملكه العظيم، حيث قال تعالى: “وَقَالَ سُلَيْمَانُ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ” (النمل: 19).
قصة سيدنا أيوب عليه السلام: حكى الله تعالى في سورة ص عن شكر سيدنا أيوب عليه السلام بعد شفائه من مرضه، حيث قال تعالى: “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ” (ص: 41).
قصة سيدنا يوسف عليه السلام: حكى الله تعالى في سورة يوسف عن شكر سيدنا يوسف عليه السلام على نجاته من البلاء بعد أن بيع في الرق، حيث قال تعالى: “وَلَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَبَوَيْكَ إِذْ أَنْجَيْنَاكَ مِنْ الْغَمِّ” (يوسف: 100).
إن الشكر لله تعالى هو فضيلة عظيمة يجب على المسلم أن يسعى إليها في جميع أحواله، وذلك من خلال الإحساس بنعم الله تعالى والاعتراف بها والثناء عليه وتقديره، فالشكر سبب لزيادة النعم والتوفيق والهداية ورضا الله تعالى.