شعر عن الطيب والمرجله

شعر عن الطيب والمرجلة

شعر عن الطيب والمرجله

الشِّعر فنٌّ لغويٌّ رفيع، يُعبِّر فيه الشاعر عن عواطفه، ومشاعره، وآرائه، في قالبٍ لغويٍّ موزون، ومقفّى، جميلٍ مؤثِّرٍ، وقد قال الشعراء في معانٍ كثيرة، ومواضيع شتى، فمنهم من قال في الحب، ومنهم من قال في الفراق، ومنهم من قال في المدح، ومنهم من قال في الهجاء، ومنهم من قال في الطيب والمرجلة، وغير ذلك من المعاني، التي لا حصر لها.
شعر عن الطيب والمرجله

وفي هذا الموضوع، اخترنا أن نضع لكم مجموعة من أبيات الشعر، التي قيلت في الطيب والمرجلة، فنتمنى أن تنال إعجابكم.

الطيب

الطيب خلقٌ كريم، يحبُّه الله ورسوله، ويحبُّ الناسُ مَن يتحلَّى به، وهو ضد الخبث، والدناءة، والخسة، وقد قال الشاعر:
شعر عن الطيب والمرجله

إذا المرءُ لم يَحملْ على النفسِ نفسهُ
شعر عن الطيب والمرجله
فليس على شيء سِوى العيش يعملُ

فإن أنت لم تُحسنْ إلى الناسِ طبعًا
فلا تكُننْ ممَّنْ تراهُ مُجمِّلُ

فإنَّ الفتى خيرُ الفتى من تكاملا
لهُ حسبٌ صَعبٌ وخلقٌ تفضَّلُ
شعر عن الطيب والمرجله

وإذا نظرت إلى امرئٍ فرأيتهُ
يُؤذي العبادَ فإنه غيرُ مُكمِلُ

وإن رأيتَ امرئًا رضي الناسُ عنهُ
شعر عن الطيب والمرجله
فذاكَ الفتى كاملُ الفضلِ مُقبِلُ
شعر عن الطيب والمرجله

المروءة

والمروءة خلقٌ كريمٌ أيضًا، يُحبُّه الله ورسوله، ويحبُّ الناس من يتحلَّى به، ويُعرف صاحب المروءة بمكارم الأخلاق، وحسن المعاملة، وكرم النفس، والسخاء، والجود، وغير ذلك من الصفات الحميدة، وقد قال الشاعر:

المرءُ ليس باللسان الذي يجري
إنما هي النفسُ والسلاحُ والضّمرُ

إن الفتى من قال قولاً فصدقَهُ
إن ضاق به الأمرُ الضيقُ والصّدرُ

وإذا تُسأَل الأيامُ عن فتىً
شعر عن الطيب والمرجله
ضاعَتْ مكارِمُهُ فقلن ما ندري

ما أنتَ بالرجل الذي نعلمُ الذي
يدعو الصريخُ فيثوبُ لا يجري

إن كنت أردتَ الجد فابتدرْ بأنتَ
شعر عن الطيب والمرجله
وخل عنكَ الأباطيلَ والهُذرُ

وإذا رأيتَ فتىً يدنيهِ الفتى
إن كان ذا ثروةٍ حظي وصهرُ
شعر عن الطيب والمرجله

وإذا رأيتَ فتىً يدنيهُ الفتى
إن كان ذا همةٍ حظي وسرُ

خصال المرجلة

والمروءة لها خصالٌ كثيرة، ولها مقوِّماتٌ عديدة، فمن أراد أن يتحلَّى بهذا الخلق الكريم، فعليه أن يتحلَّى بهذه الخصال، وأن يتخلق بها، في أقواله، وأفعاله، ومعاملاته، مع الناس جميعًا، وقد قال الشاعر:
شعر عن الطيب والمرجله

أُعلِّمُه الرمايةَ كلَّ يومٍ
فلما اشتدُّ ساعدهُ رماني

وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافيةً هجاني

وعلمتهُ السِّباحةَ في الفراتِ
فلما تمكنَ غرقني وجفاني

وكم علمتهُ كيف يصيدُ طيري
فلما اتقنه استغنى ورام شاني

أُعلمتُهُ ركوبَ الخيل يَوْمًا
شعر عن الطيب والمرجله
فلما ركب السنور ركباني

يُعَلِّمُكَ الطِّيرُ الطيرانَ تبغى
وإن طرتَ يومًا أكل الطيرُ لحمي

وإن مثلتَ في أيدي الرجالِ
شعر عن الطيب والمرجله
جعلتَ يمينًا أو شمالًا وحاشاني

الفارس العربي

ومن صور المروءة والطيب، الفارس العربي، الذي يتميَّز بالشجاعة، والإقدام، ونجدة الملهوف، وحماية الضعيف، ونصرة الحق، وغير ذلك من الخصال الحميدة، وقد قال الشاعر:

أنا العربيُّ فخري في جدودي
وجدي في العرب معروفٌ ونسيبي
شعر عن الطيب والمرجله

إذا ما جئتُ نادينا فحييني
وحيِّ العارفين وكل حبيبي
شعر عن الطيب والمرجله

وإن كنتَ امرءًا ذا علمٍ وفهمٍ
فمالك والحسود وذمِّ صاحبي
شعر عن الطيب والمرجله

وإن كنتَ امرءًا جاهلاً فاحذرِ
شعر عن الطيب والمرجله
وأعلم أنني خيرٌ منكَ في الحسبِ

إذا ضاقَ الزمانُ على امرئٍ
شعر عن الطيب والمرجله
يفوزُ ويأخذُ الناسُ منهُ نصيبي

حكمة المرجلة

والمروءة ليست بالأمر الهيِّن، ولا بالخلق السهل، الذي يتحلَّى به كل أحد، إنها خلقٌ عظيم، يحتاج إلى ممارسة، وتدريب، ومجاهدة للنفس، وقد قال الشاعر:
شعر عن الطيب والمرجله

لا أحملُ الحقدَ لا أحملُ الحسدَا
وأرخصُ النفس في كلِّ ندَّى

ما شيمةُ البخل في نفس امرئٍ
أعطى زمانًا ولام الناسُ جدا

فإنَّ الكريم يُحسنُ أن تُرى
مآثرُهُ وإن لم يُرَ لهُ ندَّى

وإن من شيمتي أن لا أرى
أحدًا من الناسِ في غير ما رُدَّى

وإن من شيمتي أن لا أرى
سوى المرءِ في الدنيا ولا أحدًا

مكارم الأخلاق

والمروءة من مكارم الأخلاق، التي حثَّ عليها الإسلام، وجعلها من شيم المؤمنين، فالمؤمن يتحلَّى بالطيب، والمروءة، ويبعد عن كل ما هو دنيء، وخبيث، وقد قال الشاعر:

لا تحسبنَّ المرءَ يُهلكُهُ
جهلٌ ولا علمٌ يزيدهُ سعة

إنَّ الفتى مثلَ السحاب إذا انطبقَ
أعطى الورى ماءً تدفق من صَدَعه
شعر عن الطيب والمرجله

وإذا هو لم ينطبقْ أمسى كعودٍ
أَخلقَ ما في رأسِه وأضاعَه

جمال المروءة

والمروءة خلقٌ جميل، يُحبُّه الله ورسوله، ويحبُّ الناسُ مَن يتحلَّى به، فالمرء الكريم، تفتح له الأبواب، ويُرحَّب به في كل مكان، وقد قال الشاعر:

كم من فتىً ساقي المدام وقد ثملْ
ظلت تُغيِّر لونه الأيامُ واللّيلُ

وكم فتىً في حومةِ الموت لم يقفْ
أردى عداه ومضى لم يثنَه ميلُ

يا ربَّما ساقَتْ له الأيامُ حليَّةً
تُلقي عليه فاهتزَّ للنعيم يميلُ
شعر عن الطيب والمرجله

وكم فتىً شاطرٍ في شعبةٍ
فقد حباه الله في فنٍّ وفي كلمٍ

إن كان في الدنيا فتىً كاملٌ
فما له إلا التضرّع والندم
شعر عن الطيب والمرجله

وفي الختام، نقول: إنَّ الطيب، والمروءة، من الأخلاق الفاضلة، التي يجب أن يتحلَّى بها كل مسلمٍ، ومسلمة، فالمرء الكريم، يُحبُّه الله ورسوله، ويحبُّه الناسُ جميعًا، ويُفتح له الأبواب، ويُرحَّب به في كل مكان، فنسأل الله -تعالى- أن يجعلنا من المتحلِّين بالطيب، والمروءة، وأن يبعدنا عن كل ما هو دنيء، وخبيث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *