شعر عن العيون نزار قباني
تُعد عيون نزار قباني أحد أبرز سمات شعره، إذ تميزت بالعمق والصدق وقوة التعبير، فكانت نافذته التي أطل من خلالها على العالم، ووسيلته للتعبير عن أحاسيسه وعواطفه، وقد حظيت عيناه باهتمام كبير من النقاد والدارسين، الذين أجمعوا على براعته في رسم صور شعرية ساحرة لعين المرأة، وتحليل ما تحمله من أسرار ورموز.
عيون الحبيبة
تُعتبر عيون الحبيبة في شعر نزار قباني رمزًا للحب والجمال والوعد، وهي مصدر إلهام دائم لشاعريته، يقول في ديوانه “قصائد”:
“عيونكِ سرب حمامٍ أبيضٍ خفقان / ينامُ بين أصابعِ الفجرِ البيضاء / عيونكِ أغنيةُ الربيعِ وشلالُهُ / وبسمةُ الصبحِ وشمسُهُ الحُلْوَاء”
عيون الدنيا
وإلى جانب عيون الحبيبة، خص نزار قباني عيون الدنيا بالذكر في شعره، فصورها بأنها عيون حزينة مكلومة تشهد على قسوة الواقع وآلامه، يقول في ديوانه “تراتيل في الهواء المفتوح”:
“يا عيونَ الدنيا، عيونًا حزينة / عيونًا مكلومة / عيونًا تبكي، وتبكي، وتبكي / على أطلالِ الحُبِّ، وأطلالِ العمرِ / وعلى أطلالِ الأحلامِ، وأطلالِ القُلوبِ”
عيون الوطن
لم يغفل نزار قباني عن عيون الوطن في شعره، فرآها شاهدة على تاريخه ومعاناته وتطلعاته، يقول في ديوانه “بلدي”:
“يا بلدي، عيونُكَ مِلءُ جفوني / ويداكَ مِلءُ يديهِ / فأعذرني، فأنا مغرورٌ بكَ / وبجمالكَ، وبصوتِكَ الذي يُحرقُني”
عيون الأم
وكانت عيون الأم أحد أهم مصادر الإلهام في شعر نزار قباني، إذ صورها بأنها عيون حانية دافئة تعكس حبًا لا حدود له، يقول في ديوانه “الأم”:
“عيونُ أمي، عيونٌ لا تغيبُ / كأنَّها الشمسُ لا تعرفُ المغيبَا / عيونُ أمي، عيونٌ لا تموتُ / كأنَّها الروحُ لا تعرفُ الفناء”
عيون الله
وإيمانًا بقدرة الخالق، ذهب نزار قباني إلى تصوير عيون الله على أنها عيون مراقبة ترعى عباده، يقول في ديوانه “قصائد”:
“يا عيونَ الله، ما أوسعَكُمْ / وما أرحمَكُمْ / تَرَونَني وأنا لا أراكمْ / تُراقبونَني وأنا لا أُراقبُكُمْ”
عيون الشعر
وبهذه الرؤية الفريدة، اعتبر نزار قباني أن عيون الشعر هي عيون حساسة مرهفة تجيد التقاط أدق التفاصيل وتحسس أسرار الوجود، يقول في ديوانه “كل شيء في المكان لا يشبهني”:
“عيونُ الشِعْرِ، عيونٌ لا ترى / إلّا الجمالَ، والحقَّ، والخيرَ / عيونُ الشِعْرِ، عيونٌ لا تسمعُ / إلّا صوتَ القلبِ، وصوتَ الضميرِ”
وتبقى عيون نزار قباني شاهدًا على عبقريته الشعرية وقدرته الفذة على تحويل المشاعر والأحاسيس إلى صور شعرية خالدة، فعيونه هي نافذته على العالم، ووسيلته للتعبير عن رؤيته للحياة والكون، ولن يتوقف النقاد والدارسون عن تحليل وتفسير رموزها وإشاراتها، ما يجعلها مصدرًا لا ينضب للإلهام والإبداع.