شعر المرحلة
يُعرفُ شعرُ المرحلةِ بأنّهُ أسلوبٌ شعريٌّ يُعبّرُ فيه الشاعرُ عن مراحل حياته المختلفة، ويُسجّلُ ما يمرُّ بهِ من أحداثٍ وتجاربَ، ويستعملُ فيهِ لغةً عاطفيةً، وترمُزُ الألفاظُ فيهِ إلى معانٍ ودلالاتٍ أكثرَ عمقًا من ظاهرِها.
أنواع شعر المرحلة
شعر المرحلة الأولى
يُطلقُ على شعرِ المرحلة الأولىِ اسمُ “شعر الطفولة”، ويظهرُ فيهِ الشاعرُ عاطفتهُ الجيّاشة تجاه مرحلة الطفولة، ويتذكّرُ فيها ذكرياتِهِ عن هذه المرحلة، ويصفُ فيها براءتهُ وصدقَهُ، ويتغنّى بجمالِ الطبيعة وخيالِهِ الواسع.
ويمتازُ شعرُ المرحلة الأولىِ بالبساطةِ والعفويةِ والعاطفيةِ الجيّاشة، ويستخدمُ فيهِ الشاعرُ الألفاظَ البسيطةِ والصورَ الحسيّةَ، ويركّزُ على المعاني الشخصيّةِ أكثرَ من المعاني العامّة.
ومن أشهرِ شعراءِ المرحلة الأولىِ في الأدبِ العربيّ الشاعرُ أبو العلاء المعري، الذي عبّرَ عن ذكرياتِهِ عن مرحلة الطفولةِ في قصيدتهِ الشهيرةِ: “يا دار ما أصفى وأبهى دارُكم”.
شعر المرحلة الثانية
يُطلقُ على شعرِ المرحلة الثانيةِ اسمُ “شعر الشباب”، ويعبّرُ فيهِ الشاعرُ عن مرحلةِ الشبابِ وما يمرُّ بهِ من تغيراتٍ نفسيةٍ وجسديةٍ وفكريةٍ، ويتغنّى فيها بالحبّ والعاطفةِ والحريةِ والثورةِ.
ويمتازُ شعرُ المرحلة الثانيةِ بالاندفاعِ والعاطفةِ والحماسةِ، ويستخدمُ فيهِ الشاعرُ اللغةَ المجازيةَ والصورَ البيانيةَ، ويركّزُ على المعاني العامةِ أكثر من المعاني الشخصيةِ.
ومن أشهرِ شعراءِ المرحلة الثانيةِ في الأدبِ العربيّ الشاعرُ أحمد شوقي، الذي عبّرَ عن مرحلةِ الشبابِ وما يمرُّ بهِ من تغيراتٍ في قصيدتهِ الشهيرةِ: “يا أيها الشاعرُ النائيَ”.
شعر المرحلة الثالثة
يُطلقُ على شعرِ المرحلة الثالثةِ اسمُ “شعر النضج”، ويعبّرُ فيهِ الشاعرُ عن مرحلةِ النضجِ وما يمرُّ بهِ من تغيراتٍ فكريةٍ ونفسيةٍ، ويتغنّى فيها بالحكمةِ والعقلِ والتجاربِ والذكرياتِ.
ويمتازُ شعرُ المرحلة الثالثةِ بالعمقِ والحكمةِ والرّزانةِ، ويستخدمُ فيهِ الشاعرُ الألفاظَ العميقةَ والصورَ الفلسفيةَ، ويركّزُ على المعاني العامّة أكثر من المعاني الشخصيةِ.
ومن أشهرِ شعراءِ المرحلة الثالثةِ في الأدبِ العربيّ الشاعرُ المتنبي، الذي عبّرَ عن مرحلةِ النضجِ وما يمرُّ بهِ من تغيراتٍ في قصيدتهِ الشهيرةِ: “إذا لم يكن من الموتِ بدٌ”.
شعر المرحلة الرابعة
يُطلقُ على شعرِ المرحلة الرابعةِ اسمُ “شعر الشيخوخة”، ويعبّرُ فيهِ الشاعرُ عن مرحلةِ الشيخوخةِ وما يمرُّ بهِ من تغيراتٍ جسديةٍ ونفسيةٍ وفكريةٍ، ويتغنّى فيها بالذكرياتِ والحكمةِ والوعظِ والتأملِ.
ويمتازُ شعرُ المرحلة الرابعةِ بالهدوءِ والوقارِ والتأمّلِ، ويستخدمُ فيهِ الشاعرُ الألفاظَ الهادئةَ والصورَ الطبيعيةَ، ويركّزُ على المعاني العامّة أكثر من المعاني الشخصيةِ.
ومن أشهرِ شعراءِ المرحلة الرابعةِ في الأدبِ العربيّ الشاعرُ أبو نواس، الذي عبّرَ عن مرحلةِ الشيخوخةِ وما يمرُّ بهِ من تغيراتٍ في قصيدتهِ الشهيرةِ: “أضحى التنائيُ دُنُو”.
شعر المرحلة الخامسة
يُطلقُ على شعرِ المرحلة الخامسةِ اسمُ “شعر الحكمة”، ويعبّرُ فيهِ الشاعرُ عن مرحلةِ الحكمةِ وما يمرُّ بهِ من تغيراتٍ فكريةٍ ونفسيةٍ، ويتغنّى فيها بالعقلِ والحكمةِ والتجاربِ.
ويمتازُ شعرُ المرحلة الخامسةِ بالعمقِ والرّزانةِ والحكمةِ، ويستخدمُ فيهِ الشاعرُ الألفاظَ العميقةَ والصورَ الفلسفيةَ، ويركّزُ على المعاني العامّة أكثر من المعاني الشخصيةِ.
ومن أشهرِ شعراءِ المرحلة الخامسةِ في الأدبِ العربيّ الشاعرُ البحتري، الذي عبّرَ عن مرحلةِ الحكمةِ وما يمرُّ بهِ من تغيراتٍ في قصيدتهِ الشهيرةِ: “ألم ترَ أن السيفَ أصلكُهُ الحديد”.
شعر المرحلة السادسة
يُطلقُ على شعرِ المرحلة السادسةِ اسمُ “شعر العرفان”، ويعبّرُ فيهِ الشاعرُ عن مرحلةِ العرفانِ وما يمرُّ بهِ من تغيراتٍ فكريةٍ ونفسيةٍ، ويتغنّى فيها باللهِ والكونِ والحياةِ.
ويمتازُ شعرُ المرحلة السادسةِ بالعمقِ والروحانيةِ والسّمو، ويستخدمُ فيهِ الشاعرُ الألفاظَ العميقةَ والصورَ الصوفيةَ، ويركّزُ على المعاني العامّة أكثر من المعاني الشخصيةِ.
ومن أشهرِ شعراءِ المرحلة السادسةِ في الأدبِ العربيّ الشاعرُ ابن الفارض، الذي عبّرَ عن مرحلةِ العرفانِ وما يمرُّ بهِ من تغيراتٍ في قصيدتهِ الشهيرةِ: “يا ناعسًا والصبُّ يبكيهِ السّهرُ”.
شعر المرحلة السابعة
يُطلقُ على شعرِ المرحلة السابعةِ اسمُ “شعر التصوّف”، ويعبّرُ فيهِ الشاعرُ عن مرحلةِ التصوّفِ وما يمرُّ بهِ من تغيراتٍ فكريةٍ ونفسيةٍ، ويتغنّى فيها باللهِ والكونِ والحياةِ.
ويمتازُ شعرُ المرحلة السابعةِ بالعمقِ والروحانيةِ والسّمو، ويستخدمُ فيهِ الشاعرُ الألفاظَ العميقةَ والصورَ الصوفيةَ، ويركّزُ على المعاني العامّة أكثر من المعاني الشخصيةِ.
ومن أشهرِ شعراءِ المرحلة السابعةِ في الأدبِ العربيّ الشاعرُ جلال الدين الرومي، الذي عبّرَ عن مرحلةِ التصوّفِ وما يمرُّ بهِ من تغيراتٍ في قصيدتهِ الشهيرةِ: “ما أنتَ إلا بحرٌ في بحرٍ”.
الخاتمة
يُعتبرُ شعرُ المرحلةِ أحدَ الأشكالِ الشعريّةِ المهمّةِ في الأدبِ العربيّ، وقدَ برعَ فيهِ العديدُ من الشعراءِ وأبدَعوا فيهِ، ويعكسُ تطوُّرَ الشاعرِ الفكريّ والنّفسيّ والعاطفيّ، ويتميّزُ كلُّ مرحلةٍ من مراحلِ شعرِ المرحلةِ بخصائصَ تميّزُها عن غيرِها.