إنّ مدح الوالدين من أسمى الأخلاق وأعظمها، حيث أمرنا الله تعالى ببرهما والإحسان إليهما، وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “الجنة تحت أقدام الأمهات”. فالأب هو السند والظهر الذي نستند عليه، والأم هي الحضن الذي نلوذ به، وكلاهما يستحق منا كل التقدير والاحترام.
أهمية بر الوالدين في الإسلام
لقد حث الإسلام على بر الوالدين وحسن معاملتهما، وجعله من أعظم الأعمال، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”.
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان خير قدوة في بر والديه، فقد كان شديد الاحترام والتوقير لعمه أبي طالب الذي تولى رعايته بعد وفاة والده، وكان يحسن معاملة والدته آمنة بنت وهب قبل وبعد البعثة.
فضل بر الوالدين في الدنيا والآخرة
لبر الوالدين فضائل عظيمة في الدنيا والآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب رضي والديه فقد أحب الله ورسوله، ومن أبغض سخط والديه فقد أبغض الله ورسوله”.
ومن فضائل بر الوالدين في الدنيا أنه يزيد في البركة والرزق، ويطيل العمر، ويحفظ الأبناء من الشرور والمكاره، أما في الآخرة فإنه سبب لدخول الجنة بإذن الله تعالى.
أمثلة على بر الوالدين
هناك العديد من الأمثلة على بر الوالدين، منها:
- إطاعتهما في كل شيء مباح.
- خدمتهما والعناية بهما.
- حسن معاملتهما والرفق بهما.
- الدعاء لهما بالخير والبركة.
- إكرام جيرانهما وأصدقائهما.
فضل الدعاء للوالدين
من أهم صور بر الوالدين الدعاء لهما بالخير والبركة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر”.
ويفضل الدعاء للوالدين بالمغفرة والرحمة والدخول في الجنة، ومن الأدعية المأثورة: “اللهم اغفر لوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا”.
حرمة عقوق الوالدين
عقوق الوالدين من أعظم الذنوب وأكبرها، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”.
وعقوق الوالدين من الكبائر التي توعد الله تعالى مرتكبيها بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر وعقوق الوالدين من الكبائر”.
الخاتمة
إن بر الوالدين من أهم الواجبات التي يجب علينا القيام بها، لما له من فضائل عظيمة في الدنيا والآخرة، ولما له من آثار إيجابية على المجتمع، كما أن عقوق الوالدين من الكبائر التي تجلب غضب الله تعالى وعقابه.