صباح الحمد والشكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور، والحمد لله الذي عافانا في أجسادنا ووسع علينا في أرزاقنا وستر علينا عيوبنا، والحمد لله الذي جعلنا مسلمين وأسلم لنا وجوهنا من الخزي في الدنيا والآخرة.
فضل ذكر الحمد والشكر
وردت الكثير من الآيات والأحاديث التي تبين فضل ذكر الحمد والشكر لله تعالى، ومن هذه النصوص:
قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ [آل عمران: 103].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح وحين يمسي: الحمد لله الذي عافاني في بدني وأعافاني في سمعي وأعافاني في بصري ورزقني من فضله ولم يحوجني إلى أحد، إلا غفر له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر”.
الحمد على نعم الله الظاهرة
الحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على نعمة الأمن والأمان، والحمد لله على نعمة الصحة والعافية، والحمد لله على نعمة الرزق الحلال، والحمد لله على نعمة الستر والعفاف، والحمد لله على نعمة الأبناء والأهل، والحمد لله على نعمة الوطن والمأوى.
الحمد على نعم الله الباطنة
الحمد لله على نعمة الإيمان بالله تعالى، والحمد لله على نعمة التوفيق لعبادته وطاعته، والحمد لله على نعمة الصبر على بلائه وقضائه، والحمد لله على نعمة الرضا بقسمه، والحمد لله على نعمة الخوف من عقابه، والحمد لله على نعمة الرجاء في رحمته، والحمد لله على نعمة المحبة في الله والبغض في الله.
الحمد على الشدائد والمحن
الحمد لله على الشدائد والمحن، فإنها من نعم الله تعالى علينا، قال الله تعالى: ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ وَكُلُّوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [البقرة: 148].
فالمراد بقوله تعالى: ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ أي لمن شاء منكم أن يتقدم في درجة العبودية أو يتأخر فيها، وذلك بالصبر على الشدائد والمحن، فإن الصابرين على بلائه من المتقدمين في درجات العبودية.
الحمد على البلاء والمصائب
الحمد لله على البلاء والمصائب، فإنها من نعم الله تعالى علينا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سره أن ينظر إلى يوم القيامة فلينظر إلى المصائب”.
فالمصابون بالبلاء والمصائب ينظرون إلى يوم القيامة، ويتذكرون ما لقوا من الشدائد والمحن في الدنيا، فيحمدون الله تعالى على ما من عليهم من الصبر والثبات في الشدائد.
الحمد على حسن الخاتمة
الحمد لله على حسن الخاتمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “موت المؤمن راحة”.
فحسن الخاتمة راحة للمؤمن من تعب الدنيا ومشقتها، ولذا ورد في الدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أسألك حسن الخاتمة”.
الحمد عند كل حال
الحمد لله عند كل حال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن”.
فحمد الله تعالى عند كل حال هو من صفات المؤمنين، ويدل على حسن ظنهم بربهم، وتسليمهم لحكمه وقضائه.
الحمد في الجنة
الحمد لله في الجنة، قال الله تعالى: ﴿وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [يونس: 10].
فالحمد لله هو أعلى مراتب العبادة في الجنة، وهو من خصائص أهل الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أول زمرة تدخل الجنة وجوههم كالقمر ليلة البدر، على صورتهم وعلى خلق أبيهم آدم وطوله ستون ذراعًا، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ولا يبصقون، أزواجهم حور العين، كل واحد منهم له ثنتان وسبعون زوجة، على كل سرير منها اثنتان وسبعون حلة، يكلمهم ربهم عز وجل فيقول: يا أهل الجنة هل رضيتم؟ فيقولون: رضينا يا ربنا، فيقول: ولكم عندي المزيد، فيقولون: وما هو يا رب؟ فيقول: رضواني عليكم فلا أسخط عليكم بعده أبدًا، فيكشف لهم عن وجهه الكريم فينظرون إليه، فوالذي نفسي بيده أن تلك النظرة خير من الدنيا وما فيها”.
الخاتمة
الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة، والشكر لله على الشدائد والمحن، والحمد لله عند كل حال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “احمد الله في الرخاء والشدة”.
فالحمد لله هو مفتاح كل خير، وهو سبب نزول الرحمة والبركات، وهو من أعلى مراتب الإيمان والعبادة، وهو من خصائص أهل الجنة.