بسم الله الرحمن الرحيم
صباح الخير اللهم
صباح الخير اللهم، حمدًا لله على نعمة الصباح، وحسن استقبال صباح جديد بنسائم وأمل متجدد، وبإشراقة يوم جديد نتضرع إليك يا مولانا بأن تبارك لنا فيه وأن تجعله يوم خير وبركة وهداية، وأن تبلغنا فيه إلى ما فيه الخير والصلاح والفلاح.
فضل ذكر الله في الصباح
إن ذكر الله تعالى في الصباح من أفضل الأعمال، فهو يبعث الطمأنينة والسكينة في النفس، ويصرف عنا الهم والحزن، ويجعل يومنا مباركًا مكللاً بالخير والإنجاز. وعن أبي موسى الأشعري قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال: اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور”.
كما أن ذكر الله في الصباح يجعلنا أكثر يقظة وإدراكًا، ويقوي عزيمتنا، ويبعث فينا الأمل والقوة. وعن أبي هريرة قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أصبح: أصبحنا وأصبح الملك لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”.
ويستحب أن يبدأ صباحنا بتلاوة القرآن الكريم أو بعض الآيات منه، فهو نور وهدى وبشرى للمؤمنين. وعن ابن عباس قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قرأ هذه الآيات: الحمد لله الذي أحيا بعد ما أمات وإليه النشور”.
بركات الصباح
إن الصباح يحمل معه الكثير من البركات والخيرات، فهو فرصة جديدة للتوبة والرجوع إلى الله، فرصة جديدة للعمل الصالح والإحسان إلى الآخرين، فرصة جديدة لنشر الخير والمحبة في العالم.
ومن بركات الصباح أن فيه تنوير للبصائر وهداية للقلوب، ويكون فيه الإنسان أقرب إلى ربه وأكثر صفاء وخشوع، وهو الوقت الأمثل للدعاء وصلة الرحم، وفيه تتنزل البركات والخير في أجواء طاهرة نقية.
لذا يجب اغتنام بركات الصباح بمختلف الطاعات والقربات، وأن نستقبل يومنا الجديد بتفاؤل وأمل وثقة بالله، وأن نجعل صباحنا بداية خير وبركة.
أدعية الصباح
يستحب أن يكثر المسلم من الدعاء في الصباح، إذ أن أدعية الصباح مجابة بإذن الله تعالى. ومن الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصباح:
- “اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، اللهم إني أسألك من خير ما قضيت وأعوذ بك من شر ما قضيت”.
- “اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر”.
- “اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت”.
وصايا الصباح
عن الحسن البصري قال: “أوصيكم بخمس لا تدعوها في صباحكم ولا مسائكم: لا إله إلا الله، والحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله”.
كما أوصانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: “من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في صباح كل يوم عشر مرات، كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له عشر حسنات، ومحيت عنه عشر سيئات، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر منه”.
وعن أبي الدرداء قال: “من قال حين يصبح: اللهم إني أسألك علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا وعملًا متقبلًا، قيل له: قد أوتيته”.
آداب الصباح
ومن آداب الصباح السنية:
- المداومة على أذكار الصباح وأدعيته.
- السواك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب”.
- تناول الطعام عند طلوع الشمس، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “تعالوا إلى غداء بركة”.
- الإسراع في الوضوء لصلاة الفجر.
- حضور صلاة الجماعة في المسجد.
تدبر عظمة الخالق في الصباح
عندما نستيقظ في الصباح، نرى شروق الشمس وإشراقها، إنها لحظة عجيبة مليئة بالرهبة والجمال. إن شروق الشمس هو تذكير بعظمة الخالق وقدرته، فهو الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما، وهو الذي يقيم الساعة ويدير الكون. إنه خالقنا ورازقنا ومدبر أمرنا.
فسبحان الله العظيم الذي خلق هذا الكون وأبدع في صنعه، وحسن تدبيره، وأحيا وأمات وأخرجنا من العدم إلى الوجود. فله الحمد والمنة والشكر، وعلى العبد أن يتدبر عظمة الخالق في الصباح، وأن يسبحه ويحمده ويستغفره، وأن يستعين به في أمور الدنيا والآخرة.
فاللهم لك الحمد على نعمة الصباح وبركاته، واجعل صباحنا بداية خير وبركة، وارزقنا فيه من فضلك وكرمك، ووفقنا فيه إلى ما فيه خيرنا وصلاحنا، واعصمنا من كل سوء ومكروه. آمين يا رب العالمين.