صلاة الشروق بمكة
ورد حديث رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم، موصياً بأداء صلاة الشروق، وهي صلاة سنة راتبة مؤكدة، تحفيزاً للمسلمين على طاعة الله وعبادته، ولاسيما في الساعات الأولى من النهار، وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم بنفس الاسم الذي سماها الله تعالى به في كتابه الكريم: أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً.
وقت صلاة الشروق
يبدأ وقت صلاة الشروق الشرعي، حينما يتضح ضوء الشمس جهة المشرق، بعد ارتفاعها عن الأفق بقدر رمح أو رمحين، أي ما يعادل من (12 إلى 15) دقيقة تقريباً، ويستمر وقتها إلى أن تزول الشمس، في حدود (20) دقيقة أو نحوها.
عدد ركعات صلاة الشروق
عدد ركعات صلاة الشروق ركعتان فقط، تصليان بتسليمة واحدة، والدليل على ذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى ركعتين، ويصلي بعد صلاة الفجر ركعتين)، وهو ثابت في الصحيحين.
كيفية صلاة الشروق
تصلى صلاة الشروق بنفس كيفية صلاة الفجر، من قراءة سورة الفاتحة في الركعتين، وقراءة سورة قصيرة بعدها، ثم الركوع والسجود، والتشهد والتسليم، إلا أنه لا يُسن فيها قول “اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد”، بعد التشهد وقبل السلام.
فضل صلاة الشروق
وردت أحاديث عديدة عن فضل صلاة الشروق، منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “من صلى الصبح في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كان له مثل أجر حجة وعمرة، تامة تامة تامة”.
صيغة صلاة الشروق
النية: أنوي صلاة الشروق ركعتين سنة لله تعالى.
التكبيرة: الله أكبر.
الاستفتاح: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جدك، ولا إله غيرك.
قراءة سورة الفاتحة.
السورة القصيرة: كسورة الإخلاص أو الفلق.
الركوع: الله أكبر، سبحان ربي العظيم.
السجود: الله أكبر، سبحان ربي الأعلى.
القيام من السجود: الله أكبر.
السجود مرة أخرى: الله أكبر، سبحان ربي الأعلى.
التشهد: التشهد الأول.
الصلاة الإبراهيمية: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
التسليم: السلام عليكم ورحمة الله.
ملاحظات
لا يجب تأخير صلاة الشروق إلى ما بعد ارتفاع الشمس، بل ينبغي أداؤها في وقتها المحدد.
من فاته أداء صلاة الشروق في وقتها، يُسن له قضاؤها في أي وقت من النهار، قبل صلاة الظهر.
يثاب المسلم على المحافظة على أداء صلاة الشروق، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها”.
خاتمة
وصلاة الشروق من السُنن المؤكدة التي حثنا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم على المواظبة عليها، فهي عبادة عظيمة، وقربة إلى الله تعالى، وتسُبب في رفعة الدرجات ومغفرة السيئات، ولذا ينبغي للمسلم أن يحرص على أدائها دائماً، طمعاً في الأجر والثواب العظيم المترتب عليها.