صلة الأرحام غير المسلمين غير جائزة بأي حال من الأحوال
تعتبر صلة الأرحام من أهم شعائر الإسلام وأوامره، وقد حث عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العديد من الأحاديث والآيات القرآنية، فهي من موجبات دخول الجنة، وتوطيد عرى المحبة بين المسلمين، ولكن هل يجوز للمسلم صلة أرحامه من غير المسلمين؟
حكم صلة أرحام غير المسلمين
اختلف الفقهاء في حكم صلة أرحام غير المسلمين على قولين:
- القول الأول: لا يجوز للمسلم صلة أرحامه من غير المسلمين بأي حال من الأحوال، وهو قول الجمهور من المذاهب الأربعة. ويستدلون على ذلك بالآيات القرآنية التي تنهى عن موالاتهم ومودتهم، كقوله تعالى: ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ [المجادلة: 22].
- القول الثاني: يجوز للمسلم صلة أرحامه من غير المسلمين بشرط عدم الدعوة إلى دينهم أو موالاتهم على دينهم، وهو قول بعض العلماء من المذهب الحنفي، ويستدلون على ذلك بأن صلة الأرحام من البر الذي أمر به الله تعالى، ولا يجوز قطعه إلا بسبب شرعي، وغير المسلم قد يكون ذا رحم محرمة أو قريبا، فيجوز صلته بشرط عدم موالاته على دينه.
{|}
صحيح القولين
والقول الراجح هو القول الأول وهو عدم جواز صلة أرحام غير المسلمين بأي حال من الأحوال، وذلك للأسباب التالية:
- أن صلة الأرحام من غير المسلمين قد تؤدي إلى موالاتهم وإظهار المودة لهم، وهذا مخالف لنهي الله تعالى عن موالاة الكافرين.
- أن صلة الأرحام من غير المسلمين قد تكون سببًا في ضعف إيمان المسلم وجعله يميل إلى دينهم أو يساهل في معصيته.
- أن صلة الأرحام من غير المسلمين قد تؤدي إلى إبطال الجهاد الذي فرضه الله تعالى على المسلمين، إذ كيف يجاهد المسلم من هو في الأصل يحبه ويوده.
بين موالاتهم وصلتهم
ومما يجدر التنبيه عليه أن الفرق بين موالاة غير المسلمين وصلتهم، أن الموالاة هي بذل الحب والمودة لهم والتعاون معهم على الدين، أما الصلة فهي إعطاء ذوي القربى حقوقهم من النفقة والزيارة والصلة حسب الاستطاعة، وهذا جائز بشرط عدم موالاتهم على دينهم.
{|}
مواقف السلف
وقد كان السلف الصالح حريصين على قطع صلة أرحامهم من غير المسلمين، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “ما أحببت أن لي أحدًا من أقاربي كافرًا، ولو كان أخي أو ولدي”.
خلاصة القول
{|}
أن صلة الأرحام من غير المسلمين غير جائزة بأي حال من الأحوال، لما في ذلك من مفاسد عظيمة، ولأنها تناقض العقيدة الإسلامية وتنهي عن موالاة الكافرين، ويجوز للمسلم صلة رحمه من غير المسلمين بشرط عدم دعوتهم إلى دينهم أو موالاتهم على دينهم.
{|}