صور بنت حزينة
نشأتها وأسرتها
ولدت صور بنت حزينة في مكة المكرمة في القرن السادس الميلادي، وهي ابنة حزينة بنت منظور بن حذافة بن جمح القرشية، كانت أسرتها ميسورة الحال ونبيلة النسب، وقد نشأت صور في بيئة ثقافية عالية، حيث كانت مكة مركزًا للتجارة والأدب والفن.
تزوجت صور من الصحابي الجليل ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، وأنجبت منه عدة أبناء، وعُرف عنها أنها كانت امرأة صالحة وذات شأن في قومها.
إسلامها وهجرتها
أسلمت صور بنت حزينة مع زوجها ثابت بن قيس مبكرًا، وبايعت النبي محمد صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، وهاجرت معه إلى المدينة المنورة وشهدت غزوتي بدر وأحد.
بعد وفاة زوجها ثابت في غزوة أحد، تزوجت صور من الصحابي الجليل أبو سلمة بن عبد الأسد، الذي كان أحد السابقين إلى الإسلام والمقربين من النبي صلى الله عليه وسلم.
دورها في المجتمع الإسلامي
كانت صور بنت حزينة من النساء الفاضلات اللاتي لهن دور بارز في المجتمع الإسلامي الناشئ، حيث كانت معروفة بحكمتها وعقلها الراجح، كما كانت راوية للحديث النبوي الشريف، وروى عنها العديد من التابعين.
اشتهرت صور بنت حزينة بعلمها وفصاحتها وبلاغتها، وكانت من اللائي يحفظن القرآن الكريم ويعلمنه للنساء، وقد كانت من المقربات لزوجة النبي أم سلمة، وكانت تستشيرها في كثير من الأمور.
مواقفها في المعارك
شهدت صور بنت حزينة العديد من المعارك التي خاضها المسلمون في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كانت تشارك في تمريض الجرحى وإسعاف المصابين، وعُرف عنها شجاعتها وإقدامها في تلك المواقف.
في غزوة أحد، عندما أصيب زوجها ثابت بن قيس بجروح بالغة، حملته صور على ظهرها حتى وصلت به إلى المدينة المنورة، ورغم حزنها على فقده إلا أنها صبرت واحتسبت الأجر عند الله.
روايتها للحديث
كانت صور بنت حزينة من رواة الحديث النبوي الشريف، حيث روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زوجها ثابت بن قيس، وقد روى عنها العديد من الصحابة والتابعين، منهم أبو هريرة وعائشة بنت أبي بكر.
ومن الأحاديث التي روتها صور بنت حزينة، حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال فيه: “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد فوق ثلاث إلا على زوج”.
وفاتها
توفيت صور بنت حزينة في المدينة المنورة في عهد خلافة معاوية بن أبي سفيان، وكانت من كبار الصحابيات وأحد رموز المجتمع الإسلامي الأول، وقد تركت وراءها سيرة عطرة يقتدى بها المسلمات.
الخاتمة
كانت صور بنت حزينة من الشخصيات النسائية البارزة في التاريخ الإسلامي، حيث أسلمت مبكرًا وهاجرت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وشاركت في المعارك والفتوحات الإسلامية، وكانت من رواة الحديث النبوي الشريف والعالمات الفقيهات في عصرها.
ويعتبر دور صور بنت حزينة في المجتمع الإسلامي مثالاً مشرفًا للمرأة المسلمة، فهي نموذج للتقوى والورع والعلم والعمل الصالح، كما أنها دليل على مكانة المرأة في الإسلام وعظمتها في بناء المجتمع المسلم.