أهمية ذكر الله
ان ذكر الله من العبادات المهمة التي امرنا بها الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، لما لها من فضائل وأجر عظيم، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا رَزَقَكُمْ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (الأعراف: 152)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة، وكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وصلة الرحم صدقة”.
ويستحب للمسلم أن يذكر الله تعالى في كل وقت وحين، خاصة بعد الفرائض وقبل الأكل والنوم، وعند الاستيقاظ من النوم وعند دخول الخلاء وعند الخروج منه، وعند دخول المسجد وعند الخروج منه، وعند ركوب الدابة وعند نزولها، وعند الجماع وعند الغسل منه، وعند الوضوء وعند الفراغ منه، وعند لبس الثياب وعند خلعها، وعند النوم وعند الاستيقاظ، وعند دخول السوق وعند الخروج منه، وعند دخول الحمام وعند الخروج منه، وعند دخول المقبرة وعند الخروج منها، وعند زيارة المريض وعند الخروج منه، وعند زيارة الأخ وعند الخروج منه، وعند زيارة الصديق وعند الخروج منه.
صور أذكار الصباح
ويوجد العديد من صور أذكار الصباح التي يمكن للمسلم أن يذكر بها الله تعالى، ومن هذه الصور:
الاستغفار
يستحب للمسلم أن يستغفر الله تعالى في كل صباح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الناس، توبوا إلى الله، فإني أتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة”.
ومن صيغ الاستغفار: “أستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه”.
ويمكن للمسلم أيضًا أن يستغفر الله تعالى بقوله: “اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسر”.
الحمد والثناء
يستحب للمسلم أن يحمد الله تعالى ويثني عليه في كل صباح، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (الروم: 17).
ومن صيغ الحمد والثناء: “الحمد لله الذي عافاني في بدني، وأعافاني في سمعي، وأعافاني في بصري”، و”الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور”. ويستحب للمسلم أيضًا أن يسبح الله تعالى ويقدسه ويكبره في كل صباح.
ومن صيغ التسبيح: “سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”.
طلب الرزق
يستحب للمسلم أن يطلب الرزق من الله تعالى في كل صباح، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (البقرة: 201).
ومن صيغ طلب الرزق: “اللهم ارزقني رزقًا حلالاً طيبًا”، و”اللهم ارزقني من فضلك الواسع، ورزقني من حيث لا أحتسب”. ويستحب للمسلم أيضًا أن يطلب من الله تعالى التوفيق والسداد في كل أموره، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (العنكبوت: 69).
ومن صيغ طلب التوفيق: “اللهم وفقني في كل أموري، ويسر لي كل عسيري”.
الدعاء
يستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى في كل صباح بما شاء من الخير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.
ويجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بأي صيغة شاء، ومن صيغ الدعاء: “اللهم إني أسألك خير الدنيا والآخرة، اللهم إني أعوذ بك من شر الدنيا والآخرة”.
ويستحب للمسلم أيضًا أن يدعو الله تعالى لإخوانه المسلمين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء للمؤمن بظهر الغيب مستجاب”.
القرآن الكريم
يستحب للمسلم أن يقرأ القرآن الكريم في كل صباح، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ (المزمل: 20).
ويجوز للمسلم أن يقرأ أي جزء من القرآن الكريم، ويستحب له أن يقرأ سورة الفاتحة والمعوذتين.
وقراءة القرآن الكريم في كل صباح من أفضل الأعمال التي يمكن للمسلم أن يفعلها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ عشر آيات من القرآن في يوم وليلة لم يكتب من الغافلين”.
الأذكار النبوية
يستحب للمسلم أن يذكر الله تعالى بالأذكار النبوية في كل صباح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”.
ومن الأذكار النبوية أيضًا: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”، و”سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته”.
ويستحب للمسلم أن يكثر من ذكر الله تعالى في كل صباح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الذكر لا إله إلا الله”.
الصلاة على النبي
يستحب للمسلم أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في كل صباح، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (الأحزاب: 56).
ومن صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”.
ويستحب للمسلم أيضًا أن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل صباح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى علي في يوم مائة مرة، غفر الله له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر”.
خاتمة
وفي نهاية هذا المقال، نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا إلى ذكره وشكره في كل صباح، وأن يجعل أذكارنا خالصة لوجهه الكريم.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.