صور عن الإحسان
يعتبر الإحسان من أعظم الأخلاق والصفات التي يتحلى بها الإنسان، وهو صفة محببة إلى الله تعالى، كما أنه يحث المسلمين على اكتسابها والتخلق بها، إذ قال سبحانه وتعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
الإحسان أنواع عديدة
لا يقتصر الإحسان على نوع واحد، بل يشمل أنواعًا كثيرة، فمنها ما هو لله تعالى، كالإحسان في القول والعمل، ومنها ما هو للناس جميعًا، كالإحسان إلى الجار والصديق والفقير والمحتاج، كما يشمل الإحسان إلى الحيوان والحفاظ على البيئة.
الإحسان إلى الله تعالى
يأتي الإحسان إلى الله تعالى في المقام الأول، وهو أساس الإحسان إلى الخلق، ويعتبر الإحسان إلى الله هو القيام بالأعمال الصالحة بصورة كاملة وبنية خالصة لله تعالى، مصداقًا لقوله: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ).
ويكون الإحسان إلى الله تعالى من خلال الصلاة والذكر وقراءة القرآن والدعاء وفعل الخيرات، والابتعاد عن كل ما يغضب الله تعالى.
كما يتجلى الإحسان إلى الله تعالى من خلال التوكل عليه والرضا بقضائه وقدره، وحمده على نعمه التي لا تُحصى.
الإحسان إلى الخلق
كما أمرنا الله بالإحسان إلى نفسه، أمرنا بالإحسان إلى الخلق، فمن الإحسان إلى الناس إطعام الطعام، وإيواء المشردين، ومساعدة المحتاجين والفقراء، وقضاء حوائج الناس، وصلة الأرحام، والكلمة الطيبة.
كما يكون الإحسان إلى الناس من خلال تعليم العلم ونشر الثقافة، والمساهمة في أعمال الخير والمحافظة على البيئة.
والإحسان إلى الناس لا يقتصر على المسلمين وحدهم، بل يشمل غير المسلمين أيضًا.
من صور الإحسان
تتعدد صور الإحسان وتختلف أشكاله، وفيما يلي بعض صور الإحسان:
إحسان الوالدين: يعتبر الإحسان إلى الوالدين من أعظم صور الإحسان، إذ أمرنا الله بذلك، ونهاهم عن عقوقهما، فقال تعالى: (وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
إحسان الجار: حسن الجوار من الأمور التي حث عليها الإسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).
إحسان الفقراء والمساكين: لا يجوز لمسلم أن يرى فقيرًا أو مسكينًا يحتاج إلى مساعدة إلا أعانه، فمساعدة المحتاجين من أفضل أعمال الإحسان التي أمرنا الله بها، فقال تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ).
فضائل الإحسان وثمراته
للإحسان فضائل كثيرة وثمرات عظيمة، تعود على المسلم في الدنيا والآخرة، فمن فضائل الإحسان:
حسن الخاتمة: يجعل الإحسان خاتمة العبد حسنة، ويدخله الجنة برحمة الله تعالى.
محبة الله تعالى: يحب الله تعالى عباده المحسنين، ويجزل لهم الثواب في الدنيا والآخرة.
المغفرة والرحمة: الإحسان سبب في مغفرة الله لذنوب العبد ورحمته في الدنيا والآخرة.
كيف نتحلى بالإحسان
لتحقيق الإحسان إلى الله تعالى وإلى الناس، يحتاج المسلم إلى اتباع بعض الخطوات:
الإخلاص: يجب أن يكون الإحسان خالصًا لله تعالى، ولا يبتغى به منةً أو مكافأة من الناس.
الاستمرارية: يجب أن يكون الإحسان مستمرًا، لا يقتصر على فترة زمنية معينة.
الإتقان: يجب أن يكون الإحسان متقنًا، وأن يقوم المسلم بأفضل ما يمكنه.
الإحسان حياة وسعادة
الإحسان أسلوب حياة ونهج يتخذه المسلم في تعامله مع الله تعالى ومع الناس، وهو سبب في سعادة المسلم في الدنيا والآخرة، فالمحسن محبوب من الناس ومن الله، ومحبته في القلوب تجلب له السعادة والراحة.
والإحسان يجعل المسلم في سعادة دائمة، لأنه يعيش من أجل غيره، ويسعد بإسعاد الآخرين، وهو راضٍ بقضاء الله تعالى وقدره.
ومن أسباب سعادة المحسن: شعوره بقرب الله تعالى منه، ورضاه عنه، وحسن ظن الناس فيه، وحبهم له وتقديرهم له.