رحمة الله
الرحمة هي فضيلة عظيمة من فضائل الله سبحانه وتعالى، وهي من صفات المؤمنين الذين اتصفوا بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالرحمة هي الشفقة على خلق الله تعالى واللطف بهم ومساعدتهم، وهي من أسمى الأخلاق وأجلها.
مظاهر رحمة الله تعالى
رحمة الله تعالى شملت كل شيء في هذا الكون، فقد خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، وأسجد له ملائكته، ورزقه من الطيبات، وهداه إلى سبيل الحق، وتفضل عليه بنعم لا تُعد ولا تُحصى.
رحمة الله تعالى سبقت غضبه، فلو عاقب الله تعالى عباده على ذنوبهم لما بقي على ظهر الأرض أحد، ولكن رحمته وسعت كل شيء، فتاب عليهم وعفا عنهم وغفر لهم.
رحمة الله تعالى ظاهرة في كل شيء، من خلق الإنسان إلى رزقه إلى هدايته، فالله تعالى هو الرحمن الرحيم، وهو أرحم الراحمين.
خصائص الرحمة الإلهية
رحمة الله تعالى واسعة، فهي تشمل كل شيء في هذا الكون، من الإنسان إلى الحيوان إلى النبات إلى الجماد.
رحمة الله تعالى دائمة، فهي لا تنقطع أبدًا، حتى مع من عصى الله تعالى وتعدى حدوده.
رحمة الله تعالى مجانية، فهي لا تحتاج إلى مقابل أو شرط، فالله تعالى يرحم عباده من غير أن ينتظر منهم شيئًا.
أهمية الرحمة في الإسلام
الرحمة هي من أهم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التراحم بين الناس، فقال: “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.
الرحمة سبب لدخول الجنة، فمن رحم الناس رحمه الله تعالى، ومن عامل الناس بالرحمة دخل الجنة.
الرحمة سبب لسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، فمن رحم الناس وجد السعادة في قلبه، ومن عومل بالرحمة شعر بالسعادة والطمأنينة.
أسباب قسوة القلب
قد يصاب الإنسان بقسوة القلب بسبب الذنوب والمعاصي، فعندما يكثر الإنسان من الذنوب والمعاصي فإن قلبه يصبح قاسيًا لا يتأثر بالرحمة.
قد يصاب الإنسان بقسوة القلب بسبب الجهل، فعندما لا يعلم الإنسان قيمة الرحمة وأهميتها فإن قلبه يصبح قاسيًا لا يرحم أحدًا.
قد يصاب الإنسان بقسوة القلب بسبب الحسد، فعندما يحسد الإنسان غيره على نعم الله تعالى فإن قلبه يصبح قاسيًا لا يرحم أحدًا.
طرق تنمية الرحمة في القلب
ذكر الله تعالى، فذكر الله تعالى يلين القلب ويجعله أكثر رحمة.
قراءة القرآن الكريم، ففي القرآن الكريم آيات كثيرة تحث على الرحمة بين الناس.
مجالسة الصالحين، فالصالحون هم أكثر الناس رحمة، ومجالستهم تلين القلب وتجعله أكثر رحمة.
آثار الرحمة على الفرد والمجتمع
الرحمة سبب لسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، فمن رحم الناس وجد السعادة في قلبه، ومن عومل بالرحمة شعر بالسعادة والطمأنينة.
الرحمة سبب لتواد الناس فيما بينهم، فإذا تراحم الناس فيما بينهم زالت الخلافات والنزاعات وعم السلام والأمان.
الرحمة سبب لنجاح المجتمعات، فالمجتمعات التي يسود فيها الرحمة والتراحم هي مجتمعات متماسكة ومتحابة ومتعاونة.