إِنَّ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ هِيَ لُغَةُ القُرْآنِ الْكَرِيمِ، ولِذَا فَهِيَ لُغَةٌ مُقَدَّسَةٌ ومُهَمَّةٌ لِكُلِّ المُسْلِمِينَ، كما أنها لُغَةٌ ثريَّةٌ ومُتَطَوِّرَةٌ بِسَتِّ لُهَجَاتٍ رَئِيسِيَّةٍ، وهي لغة رسمية في 26 دولة، ويتحدث بها أكثر من 422 مليون نسمة.
ما هي اللغة العربية؟
اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ هِيَ لُغَةٌ سامِيَّةٌ يَتَحَدَّثُ بِهَا أَكْثَرُ مِنْ 422 مِلْيُونَ نَسْمَةٍ فِي 26 دَوْلَةً عَرَبِيَّةً، وهي لغة رسمية في هذه الدول، وللغة العربية ست لهجات رئيسية، وكل لهجة منها لها خصائصها المميزة.
خصائص اللغة العربية
للُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ خَصَائِصُ فَرِيدَةٌ تُمَيِّزُهَا عَنْ بَقِيَّةِ اللُّغَاتِ، مِنْ هَذِهِ الْخَصَائِصِ:
- ثَرَاءُ مُفْرَدَاتِهَا، حيث تُقَدَّرُ مُفْرَدَاتُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ بِمَا يَزِيدُ عَنْ 12 مِلْيُونَ مُفْرَدَةٍ.
- نِظَامُهَا الصَّرْفِيُّ الدَّقِيقُ، إذْ يُمْكِنُ تَصْرِيفُ الْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ فِي أَكْثَرَ مِنْ 100 صِيغَةٍ لِلدَّلَالَةِ عَلَى مَعَانٍ مُخْتَلِفَةٍ.
- نِظَامُهَا النَّحْوِيُّ المُعَقَّدُ، إذْ تَضُمُّ اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ أَكْثَرَ مِنْ 200 قَاعِدَةٍ نَحْوِيَّةٍ تُحْكِمُ نَظْمَ الْجُمَلِ.
نشأة اللغة العربية
يَصْعُبُ تَحْدِيدُ زَمَنٍ مُحَدَّدٍ لِنُشُوءِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ، لكنَّ الْبَاحِثِينَ يُرجِعُونَ أُصُولَهَا إِلَى الشَّعْبِ السَّامِيِّ الَّذِي سَكَنَ شِبْهَ الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ قَبْلَ 3000 سَنَةٍ.
وَتُقَسَّمُ تَارِيخُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ إِلَى ثَلَاثَةِ مَرَاحِلَ رَئِيسِيَّةٍ هِيَ: اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ الْقَدِيمَةُ، واللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةُ، واللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ الْفُصْحى.
وَتُعْتَبَرُ اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ الْفُصْحى هِيَ اللُّغَةُ الرَّسْمِيَّةُ لِلْدُّولِ الْعَرَبِيَّةِ، وَهِيَ اللُّغَةُ الَّتِي كُتِبَ بِهَا القُرْآنُ الْكَرِيمُ.
أهمية اللغة العربية في الإسلام
تَكْتَسِبُ اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ أَهَمِيَّةً خَاصَّةً فِي الإِسْلَامِ، ذَلِكَ لأَنَّهَا لُغَةُ القُرْآنِ الْكَرِيمِ، الَّذِي هُوَ الْكِتَابُ الْمُقَدَّسُ لِلْمُسْلِمِينَ.
وَلِفَهْمِ القُرْآنِ الْكَرِيمِ وَتَدَبُّرِهِ، فَإِنَّهُ مِنَ اللَّازِمِ تَعَلُّمُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَإِجَادَتُهَا، لِأَنَّ تَرْجَمَةَ مَعَانِيِ القُرْآنِ إِلَى لُغَاتٍ أُخْرَى لَا تُغْنِي عَنْ قَرَاءَتِهِ وَتَدَبُّرِهِ بِلُغَتِهِ الأَصْلِيَّةِ، إذْ فِي هَذَا فَوَاتُ كَثِيرٍ مِنْ مَعَانِيهِ الدَّقِيقَةِ وَإِعْجَازِهِ الْبَيَانِيِّ.
وإِضَافَةً إِلَى ذَلِكَ، فَإِنَّ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ هِيَ لُغَةُ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ، الَّتِي هِيَ الْحَدِيثُ الشَّرِيفُ الْمُرْوِيُّ عَنْ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ الْمَصْدَرُ الثَّانِي لِلتَّشْرِيعِ الإِسْلَامِيِّ بَعْدَ القُرْآنِ الْكَرِيمِ.
اللغة العربية لغة العلم والثقافة
كَانَتِ اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ فِي الْعَصْرِ الْعَبَّاسِيِّ لُغَةَ العِلْمِ وَالثَّقَافَةِ فِي الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ، وَكَتَبَ الْعُلَمَاءُ الْمُسْلِمُونَ مُؤَلَّفَاتٍ عَديدةً فِي مُخْتَلَفِ فُرُوعِ الْمَعْرِفَةِ بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ.
وَقَدْ تَرْجَمَ الْعُلَمَاءُ الْمُسْلِمُونَ مُؤَلَّفَاتِ الْعُلَمَاءِ الْيُونَانِيِّينَ وَالْفُرْسِ وَالْهِنْدِ إِلَى اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ، وَأَضَافُ