ضناني الشوق
الشوق من أسمى وأرقى المشاعر الإنسانية، وهو شعور داخلي عميق يدفع المرء إلى التعلق بشخص أو شيء ما، ويجعله يتوق إلى لقائه أو رؤيته أو امتلاكه. وقد تغنى الشعراء والأدباء على مر العصور بهذا الشعور الجميل، وكتبوا عنه أجمل الكلمات والعبارات، ومن أشهر هذه الأشعار قصيدة “ضناني الشوق” للشاعر الكبير أحمد شوقي، والتي يقول فيها:
ضناني الشوق لا أدري متى فرجٌ
ولا أدري متى ليل التلاقي ينجلي
فيا ليل الصب متى غده
ويا نفس الصب متى خلده
وفي هذا المقال، سنلقي الضوء على قصيدة “ضناني الشوق” للشاعر أحمد شوقي، وسنتناول بالشرح والتحليل الأبيات الشعرية التي تتكون منها القصيدة، مستعينين ببعض الشروح والتحليلات الأدبية التي تناولت هذا الشعر الخالد.
مفهوم الشوق في القصيدة
يتناول الشاعر أحمد شوقي في قصيدته “ضناني الشوق” موضوع الشوق، وهو ذلك الشعور العميق الذي ينتاب الإنسان عندما يتعلق بشخص أو شيء ما، ويشتاق إلى لقائه أو رؤيته أو امتلاكه. وقد صور الشاعر هذا الشعور في أبيات القصيدة التالية:
ضناني الشوق لا أدري متى فرجٌ
ولا أدري متى ليل التلاقي ينجلي
في هذين البيتين، يعبر الشاعر عن مدى شدة شوقه إلى لقاء الحبيب، فهو لا يدري متى سيهنأ بهذا اللقاء، ولا متى سينجلي ليل الهجران والبعاد. ويستخدم الشاعر هنا لغة بسيطة وعفوية، لكنها مع ذلك تحمل الكثير من المشاعر والعواطف الجياشة.
انتظار اللقاء
يعبر الشاعر أحمد شوقي في قصيدته “ضناني الشوق” عن مدى شوقه إلى لقاء الحبيب، وهو ينتظر هذا اللقاء بفارغ الصبر، ويعد الأيام والليالي حتى يحين موعده. وقد صور الشاعر هذا الانتظار في أبيات القصيدة التالية:
فيا ليل الصب متى غده
ويا نفس الصب متى خلده
فإني قد مللت الليل من بعده
في هذه الأبيات، يتساءل الشاعر عن موعد لقاء الحبيب، ويسأل نفسه عن موعد خلاصها من هذا الانتظار الطويل. ويقول الشاعرأنه قد مل الليل منذ أن فارقه الحبيب، فهو لا يطيق فراقه ولا يستطيع العيش بدونه.
توقعات اللقاء
يعبر الشاعر أحمد شوقي في قصيدته “ضناني الشوق” عن توقعاته بشأن لقاء الحبيب، فهو يتخيل هذا اللقاء في أحلامه، ويتوق إلى لحظة احتضانه للحبيب. وقد صور الشاعر هذه التوقعات في أبيات القصيدة التالية:
ألا يا ليل هل من راحة فاسمح بها
ويا طيف الحبيب اليوم هل من زورة
وهل من موعد قد كنت لي وعدته
فأنت الوافي الميعاد يا حلو الشمائل
في هذه الأبيات، يتوسل الشاعر الليل أن يمنحه بعض الراحة من شدة شوقه، ويتساءل عن موعد زيارة طيف الحبيب له، ويتذكره وعد الحبيب له بلقائه. ويخاطب الشاعر الحبيب قائلاً له أنه وفي الميعاد، وأنه حسن الشمائل.
مناجاة الحبيب
يعبر الشاعر أحمد شوقي في قصيدته “ضناني الشوق” عن مناجاته للحبيب، فهو يخاطبه بلسان حاله، ويقول له أنه لا يستطيع العيش بدونه، وأنه يتوق إلى لقائه. وقد صور الشاعر هذه المناجاة في أبيات القصيدة التالية:
ويا من بات يسقيني كؤوس الصبر والوجد
فهل من رحمة تمحو عني الشوق والوجد
ويا من بات يذكي في فؤادي نار وجدي
فهل من فرج يأتي لقلبي بالبرود
في هذه الأبيات، يخاطب الشاعر الحبيب بأنه يسقيه كؤوس الصبر والوجد، ويتساءل عن موعد رحمته التي ستمحو عنه الشوق والوجد. ويقول الشاعر للحبيبأنه يذكي في قلبه نار الوجد، ويتساءل عن موعد الفرج الذي سيبرد قلبه.
صبر المحب
يعبر الشاعر أحمد شوقي في قصيدته “ضناني الشوق” عن صبر المحب على فراق الحبيب، فهو يحتمل كل الآلام والمتاعب في سبيل لقائه. وقد صور الشاعر هذا الصبر في أبيات القصيدة التالية:
فإن كان الفراق سبيل وصلك
فإني صابر ما دمت في الأرض
وإن كان الجفاء طريق وصال
فإني صابر ما بقي في العمر
في هذه الأبيات، يقول الشاعر أنه إذا كان الفراق هو السبيل الذي سيؤدي إلى وصال الحبيب، فهو صابر على هذا الفراق ما دام حياً. وإذا كان الجفاء هو الطريق الذي سيؤدي إلى وصال الحبيب، فهو صابر على هذا الجفاء ما بقي من عمره.
في ختام قصيدته “ضناني الشوق”، يعبر الشاعر أحمد شوقي عن أمله في لقاء الحبيب، ويقول له أنه سيبقى صابراً على فراق ولن ينسى حبه مهما طال الزمن. وقد صور الشاعر هذا الأمل في أبيات القصيدة التالية:
وأنت على سفر والبين غلاب
وأنت على هجر والوصل مطلب
وإني على شوق والصب واجب
وإني على عهد والوفاء واجب
في هذه الأبيات، يقول الشاعر للحبيب أنه مسافر وأن البين غلاب، وأنه هاجر وأنه يتوق إلى وصاله. ويقول الشاعر أنه صابر على شوقه وأن الصب واجب عليه، وأنه وفي بعهده وأن الوفاء واجب عليه.