ظهرت فرقة الإنكشارية العسكرية في عهد محمد الفاتح
كانت فرقة الإنكشارية فرقة عسكرية عثمانية أسسها السلطان مراد الأول في القرن الرابع عشر الميلادي، إلا أنها شهدت أوج مجدها في عهد السلطان محمد الفاتح في القرن الخامس عشر الميلادي.
{
|}
التأسيس والتكوين
{
|}
أسس مراد الأول فرقة الإنكشارية كمجموعة صغيرة من القوات الخاصة، وكانت تضم في البداية شبانًا مسيحيين تم أسرهم من الأراضي البيزنطية. وقد تم تحويل هؤلاء الشبان إلى الإسلام وتدريبهم على القتال وفقًا لعقيدة عسكرية صارمة.
مع مرور الوقت، توسعت فرقة الإنكشارية لتشمل تجنيدًا من جميع أنحاء الإمبراطورية العثمانية. وكان الإنكشاريون معروفين بنظامهم الانضباطي الصارم وتدريبهم المكثف على استخدام الأسلحة النارية، وبخاصة البنادق.
{
|}
التنظيم والإدارة
كانت فرقة الإنكشارية منظمة تنظيماً دقيقاً في وحدات تسمى “أورتاس”، والتي يقودها ضباط يُعرفون باسم “أغوات”. وكان الإنكشاريون يتمتعون بمزايا وامتيازات خاصة، بما في ذلك إعفاءات ضريبية ورواتب عالية.
الدور العسكري
لعبت فرقة الإنكشارية دوراً حيوياً في الفتوحات العثمانية. وكانوا القوات الرئيسية التي استخدمت في فتح القسطنطينية في عام 1453، والتي مثلت نقطة تحول رئيسية في تاريخ الإمبراطورية العثمانية.
بالإضافة إلى الحروب الخارجية، شارك الإنكشاريون أيضًا في الحفاظ على النظام الداخلي وقمع الاضطرابات. وكانوا بمثابة حرس شخصي للسلطان وشاركوا في العديد من المؤامرات السياسية.
التأثير السياسي
مع مرور الوقت، اكتسبت فرقة الإنكشارية نفوذاً سياسياً كبيراً. وكانوا قادرين على التأثير على قرارات السلطان، بل وحتى خلع السلاطين من السلطة.
في القرن السابع عشر، أصبحت فرقة الإنكشارية فاسدة ومتمردة. وكانوا مسلحين جيدًا ومنظمين، ويشكلون تهديدًا خطيرًا لحكم السلطان.
الإلغاء والتأثير الدائم
في عام 1826، ألغى السلطان محمود الثاني فرقة الإنكشارية بعد ثورة كبيرة. وقد تم استبدالهم بقوات نظامية حديثة تم تدريبها على الطراز الأوروبي.
على الرغم من إلغائها، تركت فرقة الإنكشارية إرثًا دائمًا في التاريخ العثماني. فقد كانوا رمزًا للقوة العسكرية العثمانية ولعبوا دورًا مهمًا في صعود الإمبراطورية وسقوطها.
خاتمة
{
|}
كانت فرقة الإنكشارية قوة عسكرية استثنائية لعبت دورًا حاسمًا في توسع الإمبراطورية العثمانية واستقرارها. وبالرغم من أنهم أصبحوا فاسدين ومتمردين في نهاية المطاف، إلا أنهم ظلوا رمزًا للقوة العسكرية العثمانية وإرثًا دائمًا في التاريخ العثماني.
