عالم جليل ولد عام 630 وتوفي 711
هو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الشهير بـ محمد الباقر، ولقب بـ “الباقر” لشق بطنه لاستخراج علمه الذي أودعه الله فيه، كما يطلق عليه “باقر العلم” لكثرة علمه وفضله وغزارته، ولد عام 630 وتوفي عام 711 ميلادية.
{|}
نشأته وحياته
نشأ محمد الباقر في المدينة المنورة، في بيت النبوة والإمامة، وتلقى تعليمه على يد والده الإمام علي زين العابدين رضي الله عنه، وعماته زينب وأم كلثوم بنات علي رضي الله عنهم.
كان محمد الباقر شديد الذكاء وقوة الحفظ، وقد روي عنه أنه حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب في سن مبكرة، كما درس علوم اللغة العربية والحديث والتفسير والفقه والتاريخ.
كان محمد الباقر زاهدًا في الدنيا، متورعًا عن الحرام، مكثرًا من العبادة والذكر، وكان يحب الخلوة والتفكر في خلق الله تعالى، وكان يوصي أصحابه بالورع والتقوى واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
إمامته
تولى محمد الباقر الإمامة بعد وفاة والده الإمام علي زين العابدين عام 695 ميلادية، وكان عمره آنذاك 65 عامًا، وقد استمرت إمامته لمدة 19 عامًا.
خلال فترة إمامته، واجه محمد الباقر تحديات سياسية ودينية عديدة، حيث كان يعيش في ظل الدولة الأموية، التي كانت تضطهد آل البيت وتمنعهم من ممارسة نشاطهم الديني.
رغم هذه التحديات، إلا أن محمد الباقر استمر في نشر العلم والمعرفة، وكان بيته بمثابة مدرسة لتعليم أصول الدين والفقه والحديث، وقد روى عنه الكثير من العلماء والفقهاء.
فضله وعلمه
كان محمد الباقر عالمًا وفقيهًا ومحدثًا كبيرًا، وقد روى عنه عدد كبير من العلماء والفقهاء، وهو من رواة الحديث الثقات الذين اتفق على عدالتهم وضبطهم.
{|}
اشتهر محمد الباقر بغزارة علمه وفصاحته وبلاغته، وقد وصفه بعض العلماء بأنه كان “بحرًا من العلم”، كما قال عنه الإمام الشافعي: “ما رأيت أعلم منه”.
ترك محمد الباقر تراثًا علميًا كبيرًا، حيث روى عنه أكثر من 4000 حديث نبوي، كما ألف العديد من الكتب في مختلف العلوم الإسلامية، منها كتاب “رسالة الإمام الباقر” وكتاب “الجامع” وكتاب “الرسائل”.
تلاميذه
{|}
تتلمذ على محمد الباقر عدد كبير من العلماء والفقهاء، منهم الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه، والإمام زيد بن علي، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، والزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيرهم.
كان محمد الباقر حريصًا على تعليم تلاميذه وتوجيههم، وكان يوصيهم بملازمة العلم والعمل به ونشر المعرفة بين الناس.
أثر تلاميذ محمد الباقر في نشر العلم والمعرفة في مختلف البلدان الإسلامية، وقد كان لهم دور كبير في تطور العلوم الإسلامية وتدوينها.
آثاره العلمية
{|}
ترك محمد الباقر تراثًا علميًا كبيرًا، حيث روى عنه أكثر من 4000 حديث نبوي، كما ألف العديد من الكتب في مختلف العلوم الإسلامية، منها:
- رسالة الإمام الباقر
- الجامع
- الرسائل
- المسند
- الموطأ
هذه الكتب تعد من المصادر الهامة في الفقه والحديث والتفسير والتاريخ الإسلامي، وقد اعتمد عليها العلماء والفقهاء في استنباط الأحكام الشرعية.
وفاته
{|}
توفي محمد الباقر في المدينة المنورة عام 711 ميلادية، عن عمر يناهز 81 عامًا، وكان سبب وفاته التسمم، وقد دفن في مقبرة البقيع.
ترك محمد الباقر إرثًا علميًا كبيرًا، وكان له دور بارز في نشر العلم والمعرفة وتثبيت أصول الدين الإسلامي، وقد أثنى عليه العلماء والفقهاء من مختلف المذاهب الإسلامية.