علي غالب الصبياني

علي غالب الصبياني

نشأته وحياته المبكرة

ولد الشيخ علي غالب الصبياني عام 1952م في مدينة حجة باليمن. نشأ في بيئة دينية محافظة، وعرف عنه منذ صغره ذكاؤه ونبوغه في حفظ القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية.

تلقى تعليمه الأولي في الكُتّاب ثم التحق بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، حيث درس الشريعة الإسلامية واللغة العربية. بعد تخرجه عاد إلى وطنه اليمن حيث بدأ مسيرته الدعوية.

تزوج الشيخ علي الصبياني وأنجب عددا من الأبناء والبنات. توفي عام 2019م عن عمر يناهز 67 عاما بعد رحلة حافلة بالعلم والعمل والدعوة.

دوره في الدعوة الإسلامية

كان الشيخ علي الصبياني من أبرز الدعاة الإسلاميين في اليمن. أسس جمعية “الحكمة” الخيرية التي نفذت العديد من المشاريع الدعوية والتعليمية والاجتماعية داخل وخارج اليمن.

اشتهر الشيخ الصبياني بخطبه المؤثرة ودروسه العلمية التي تركز على تفسير القرآن الكريم والسنة النبوية. كما ألف عددا من الكتب والمقالات في مجالات الدعوة الإسلامية والعلوم الشرعية.

حظيت دعوة الشيخ علي الصبياني باهتمام ومتابعة واسعة في اليمن وخارجها، حيث كان له تأثير كبير على كثير من الشباب والمسلمين الذين تأثروا بأفكاره ومنهجه الدعوي.

مسيرته العلمية

كان الشيخ علي الصبياني عالما موسوعيا ومحققا متمكنا في علوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية. حصل على درجة الماجستير في التفسير من جامعة أم القرى في مكة المكرمة.

برز الشيخ الصبياني في تفسير القرآن الكريم وتحقيق السنة النبوية. وقد ألف عددا من الكتب المهمة في هذا المجال، من أهمها: “التفسير الميسر للقرآن الكريم”، و”السلسلة الصحيحة للأحاديث النبوية”، و”شرح منظومة ابن عقيل في النحو”.

كما كان للشيخ الصبياني جهود كبيرة في إحياء التراث الإسلامي وتحقيقه، حيث قام بتحقيق عدد من المخطوطات النادرة في مجالات العقيدة والفقه واللغة العربية.

جهوده الاجتماعية

إلى جانب دوره الدعوي والعلمي، كان الشيخ علي الصبياني له دور بارز في المجال الاجتماعي والإنساني. أسس عددا من الجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدات الإنسانية والتنموية للمحتاجين في اليمن وخارجها.

ساهم الشيخ الصبياني في حل كثير من النزاعات القبلية والاجتماعية في اليمن، وعرف عنه جهوده في نصرة المظلومين والدفاع عن حقوق المستضعفين.

حظيت جهود الشيخ علي الصبياني في المجال الاجتماعي بتقدير واسع من قبل اليمنيين والمؤسسات الدولية، حيث نال عددا من الجوائز والتكريمات على أعماله الإنسانية.

مؤلفاته ومنهجه في الدعوة

ألّف الشيخ علي الصبياني عددا من الكتب المهمة في مجالات الدعوة الإسلامية والعلوم الشرعية، من أهمها:

1. التفسير الميسر للقرآن الكريم.
2. السلسلة الصحيحة للأحاديث النبوية.
3. شرح منظومة ابن عقيل في النحو.
4. منهج الدعوة إلى الله.
5. دروس في العقيدة الإسلامية.

تميز منهج الشيخ علي الصبياني في الدعوة بالتوازن والاعتدال، حيث كان يدعو إلى اتباع منهج أهل السنة والجماعة، ويحذر من الغلو والتطرف.

كما كان الشيخ الصبياني يولي اهتماما كبيرا بالتحاور مع الآخرين وإقناعهم بالحجج والبراهين، ويدعو إلى نبذ العنف والفرقة بين المسلمين.

موقفه من الأحداث الجارية في اليمن

كان الشيخ علي الصبياني من أبرز الدعاة الذين رفضوا الحرب والعنف في اليمن. دعا باستمرار إلى إيجاد حل سلمي للصراع، وأدان استهداف المدنيين وانتهاكات حقوق الإنسان.

كما كان الشيخ الصبياني من منتقدي التدخل الأجنبي في اليمن، واعتبره السبب الرئيسي وراء استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية.

حظي موقف الشيخ علي الصبياني من الأحداث الجارية في اليمن بتأييد واسع من قبل اليمنيين، الذين يرون فيه داعية للسلام والوحدة الوطنية.

إرث الشيخ علي الصبياني

ترك الشيخ علي الصبياني إرثا علميا ودعويا واجتماعيا كبيرا. تخرج على يديه آلاف الطلاب والعلماء والدعاة الذين يحملون رسالته ويدعون إلى منهجه الوسطي المعتدل.

كما أنشأ الشيخ الصبياني عددا من المؤسسات الخيرية والتعليمية التي لا تزال تقدم خدماتها للمحتاجين ونشر العلم والثقافة في اليمن.

سيظل الشيخ علي غالب الصبياني علامة بارزة في تاريخ اليمن المعاصر، وداعية من دعاة الإسلام المخلصين الذين أفنوا حياتهم في نشر الخير والإصلاح ونصرة المظلومين.