عود محمد عبده
يُعد عود محمد عبده من الآلات الموسيقية النادرة والاستثنائية التي صنعها عملاق الموسيقى العربية، محمد عبده، في عام 1975. ويحظى هذا العود بقيمة تاريخية وفنية كبيرة، إذ أنه صُنع يدويًا من أجود أنواع الأخشاب، ويتميز بصوته الفريد وتصميمه الرائع.
صنع العود
صُنع عود محمد عبده في القاهرة على يد أشهر صانعي الأعواد في ذلك الوقت، وهو الحاج أمين أبو زيد. واستخدم الحاج أمين أخشابًا عالية الجودة، بما في ذلك خشب الورد الهندي لجسم العود، وخشب الأبنوس لرقبته وأوتاره. كما زُين العود بزخارف دقيقة من الصدف والعاج، تعكس براعة الحرفية المصرية.
وعلى الرغم من مرور ما يقرب من خمسة عقود على صنع العود، إلا أنه لا يزال في حالة ممتازة، بفضل العناية الفائقة التي تلقاها من مالكيها على مر السنين.
خصائص العود
يتمتع عود محمد عبده بعدة خصائص مميزة تجعله قطعة فنية فريدة من نوعها:
الملكية
بعد وفاة محمد عبده في عام 1996، انتقل عوده إلى ورثته. وفي عام 2013، تم بيع العود في مزاد علني بمبلغ 2.5 مليون دولار. واليوم، يمتلك العود أحد جامعي التحف الموسيقية الخاصة، ويُعرض في مجموعته الخاصة.
الأهمية التاريخية
يُعد عود محمد عبده قطعة أثرية ذات أهمية تاريخية كبيرة. فهو يمثل ذروة صناعة الأعواد العربية في القرن العشرين، كما أنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأحد أعظم الموسيقيين في العالم العربي.
وقد تم استخدام العود في العديد من التسجيلات الموسيقية الشهيرة لمحمد عبده، بما في ذلك أغنيتيه الخالدة “رسالة من امرأة” و”لولا الملامة”.
الأهمية الفنية
بالإضافة إلى أهميته التاريخية، يمتلك عود محمد عبده أيضًا أهمية فنية كبيرة. فهو يُجسد أعلى معايير الحرفية في صناعة الأعواد، ويُعد مثالاً رائعًا على التقاليد الموسيقية العربية الغنية.
ويُنظر إلى العود على أنه أحد أفضل الأعواد التي صُنعت على الإطلاق، ويُستخدم كنموذج يُحتذى به لصانعي الأعواد المعاصرين.
الخاتمة
عود محمد عبده هو قطعة فريدة من نوعها من تاريخ الموسيقى العربية. فهو يجمع بين الحرفية الاستثنائية والأهمية التاريخية العميقة، وسيظل مصدر إلهام لمحبي الموسيقى لأجيال قادمة.
اليوم، يُعتبر العود تحفة فنية نادرة تُحفظ بعناية، وتُعد شهادة على براعة عملاق الموسيقى العربية، محمد عبده.