فالله خير الحافظين
يعتبر الله سبحانه وتعالى أفضل من يمكن أن يتولى مسؤولية الحفاظ على الإنسان، خاصة وأن الإنسان يشعر دائمًا بالحاجة الملحة إلى من يسانده ويحفظه في هذه الحياة الدنيا، ويعتبر الله تعالى هو خير من يحفظ العباد من كل شر.
اللجوء إلى الله عز وجل
يجب على المسلم أن يلجأ إلى الله دائماً ويجعل الله هو المعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة، والله عز وجل هو الحافظ لعباده، وقد أمرنا بالتقرب منه من خلال الإكثار من ذكره والتسبيح له، فالله سبحانه وتعالى أكبر وأعظم من أن يعجز عن حماية عباده.
ففي قوله تعالى: “فالله خير الحافظين”، إشارة إلى أن الله هو أفضل من يحفظ العباد من كل سوء، وهو القادر على حمايتهم، ويجب على المسلم أن يتيقن بأن الله هو القادر على حفظه من أي شر.
ولكن يجب على العبد أن يبذل الأسباب، ويسعى إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحفظ نفسه، وأن لا يتكل على الله تعالى بشكل سلبي، بل عليه أن يقوم بما عليه من واجبات لتحصين نفسه.
أسباب الحفظ الإلهي
من أهم أسباب الحفظ الإلهي هو التوكل على الله، فالمسلم عندما يتوكل على الله فإنه يستعين به ويعتمد عليه، ويسلم أمره إليه، وهذا من أعظم أسباب الحفظ الإلهي.
ومن أسباب الحفظ الإلهي أيضًا طاعة أوامره واجتناب نواهيه، فالله تعالى يحفظ من يطيعه ويتبع أوامره، ويبتعد عن نواهيه ومعاصيه، فطاعة الله تعالى من أعظم أسباب الحفظ الإلهي.
ومن أهم أسباب الحفظ الإلهي هو الإكثار من ذكر الله تعالى، فالله تعالى يقول: “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب”، فذكر الله تعالى يطرد الشيطان، ويحفظ العبد من كل سوء.
ثمار الحفظ الإلهي
إن الحفظ الإلهي له ثمار عظيمة تعود على المسلم، ومن أهم هذه الثمار الشعور بالطمأنينة والسكينة، فالمسلم الذي يحفظه الله لا يخاف من أي شيء.
ومن ثمار الحفظ الإلهي النجاة من كل شر، فالله تعالى يحفظ عباده من كل شر ظاهر أو باطن، ويصرف عنهم كل مكروه، ويحميهم من كل سوء.
ومن أهم ثمار الحفظ الإلهي الفوز برضا الله تعالى، فالله تعالى يرضى عن عباده الذين يتوكلون عليه ويلجأون إليه، ويحفظهم من كل سوء، ويدخلهم الجنة بفضله ومنته.
الحفظ الإلهي في الشدائد
يظهر الحفظ الإلهي بشكل كبير في الشدائد والمصائب، فالله تعالى يحفظ عباده في الشدائد، وينقذهم من كل كرب، ويفرج عنهم كل هم، وييسر لهم أمورهم.
وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم العديد من القصص التي تبين كيف يحفظ الله تعالى عباده في الشدائد، ومن هذه القصص قصة سيدنا يوسف عليه السلام، وكيف حفظه الله تعالى في السجن.
ومن قصص الحفظ الإلهي في الشدائد قصة سيدنا موسى عليه السلام، وكيف حفظه الله تعالى من فرعون وجنوده، وأغرق فرعون وجنوده في البحر.
الحفظ الإلهي في الرزق
يعتبر الرزق من أهم ما يحتاج إليه الإنسان في هذه الحياة، وقد جعل الله تعالى الرزق بيده، وهو الذي يرزق من يشاء بغير حساب.
والله تعالى يحفظ عباده في أرزاقهم، ويوسع عليهم فيها، ويبارك لهم فيها، ويصرف عنهم كل فقر وحاجة، ويكفيهم كل ما يحتاجون إليه.
وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تبين كيف أن الله تعالى هو الرزاق، ومن هذه الآيات قوله تعالى: “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها”، وقوله تعالى: “قل من يرزقكم من السماء والأرض”.
الحفظ الإلهي في الصحة
الصحة من أهم النعم التي أنعم الله تعالى بها على الإنسان، فالصحة هي رأس المال الذي لا يعوض، وهي نعمة عظيمة يجب على الإنسان أن يحافظ عليها.
والله تعالى يحفظ عباده في صحتهم، ويصرف عنهم كل مرض وسقم، ويشفيهم من كل داء، ويقوي أجسادهم، ويحميهم من كل خطر.
وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تبين كيف أن الله تعالى هو الشافي، ومن هذه الآيات قوله تعالى: “وإذا مرضت فهو يشفين”، وقوله تعالى: “قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء”.
خاتمة
وفي الختام، فإن الله عز وجل هو خير الحافظين، وهو القادر على حماية عباده في كل وقت وفي كل مكان، وهو القادر على حفظهم من كل شر، وهو القادر على نصرتهم وتأييدهم.
وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله دائماً، وأن يعتمد عليه في كل أموره، وأن يتوكل عليه، وأن يسلم أمره إليه، وأن يطيع أوامره، وأن يجتنب نواهيه، وأن يكثر من ذكره تعالى.
وأن الله تعالى هو الحافظ لعباده، وهو القادر على نصرتهم وتأييدهم، وهو القادر على حفظهم من كل شر، وهو القادر على حمايتهم من كل سوء.