فسطاط جلمودة
فسطاط جلمودة هو موقع أثري يقع في جنوب شرق الجزائر، ويُعتقد أنه أقدم موقع مسيحي في الجزائر.
الاكتشاف
اكتشف فسطاط جلمودة لأول مرة في عام 1903 من قبل عالم الآثار الفرنسي ألبير غابو، الذي عثر على بقايا كنيسة ومدافن مسيحية.
أجريت المزيد من الحفريات في الموقع في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي من قبل فريق من علماء الآثار الجزائريين والفرنسيين، وكشفت هذه الحفريات عن بقايا مدينة مسيحية كاملة، يعود تاريخها إلى القرنين الرابع والخامس الميلاديين.
الكنيسة
تُعد كنيسة فسطاط جلمودة أقدم كنيسة معروفة في الجزائر، وهي مبنى مستطيل الشكل يبلغ طوله 32 مترًا وعرضه 18 مترًا.
تحتوي الكنيسة على صحن مفصول عن المذبح بواسطة شاشة حاجز، ولها أيضًا ثلاث أبسيدات على الجانب الشرقي، واحدة في المذبح واثنتان في كل من الجدران الشمالية والجنوبية.
المعمودية
تقع المعمودية جنوب الكنيسة، وهي مبنى صغير رباعي الزوايا به حوض معمودية في المنتصف.
تزخرف جدران المعمودية برسومات جدارية تصور مشاهد من العهد الجديد، بما في ذلك معمودية يسوع وقيامته.
المقابر
يوجد على أطراف فسطاط جلمودة العديد من المقابر التي تعود إلى القرنين الرابع والخامس الميلاديين.
تحتوي المقابر على مجموعة متنوعة من القبور، بما في ذلك المدافن الصخرية والقبور المقببة، وكثير منها مزين برسومات جدارية أو نقوش.
الأديرة
يوجد خارج أسوار المدينة عدد من الأديرة التي تعود إلى القرنين الرابع والخامس الميلاديين.
أكبر هذه الأديرة هو دير القديس أوجستين، الذي كان مركزًا مهمًا للتعليم المسيحي في شمال إفريقيا.
الأهمية التاريخية
فسطاط جلمودة هو موقع أثري مهم لأنه يلقي الضوء على انتشار المسيحية في شمال إفريقيا.
تشهد المدينة على ازدهار المسيحية في المنطقة في القرنين الرابع والخامس الميلاديين، كما أنها توفر نظرة ثاقبة في الحياة اليومية للمسيحيين الأوائل في الجزائر.
الوضع الحالي
فسطاط جلمودة هو الآن موقع أثري محمي، وهو مفتوح للجمهور.
الموقع في حالة جيدة من الحفظ، وقد تم ترميم الكنيسة والمباني الأخرى في السنوات الأخيرة.