فضل الصلاة في مسجد القبلتين
مقدمة
يعتبر مسجد القبلتين من المساجد ذات الأهمية التاريخية والدينية العظيمة في الإسلام، لما يحمله من قصة تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة، وقد ورد في فضل الصلاة في هذا المسجد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبين عظيم أجره وثوابه.
مسجد القبلتين، حيث حدث تغيير القبلة
يقع مسجد القبلتين في المدينة المنورة، وقد سمي بهذا الاسم لأنه المكان الذي صلى فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم ذات يوم صلاتي الظهر والعصر، وتحولت فيه القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي نحو المسجد الأقصى، ثم جاء جبريل عليه السلام وأمره بتحويل وجهه شطر الكعبة، فصلى ركعتين من الظهر نحو المسجد الأقصى، وركعتين نحو الكعبة.
وقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: “صلاة في مسجدي هذا تعدل ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام”.
فضل الصلاة في مسجد القبلتين
وردت العديد من الأحاديث والأخبار التي تبين فضل الصلاة في مسجد القبلتين، ومنها:
- روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ قال: “من صلى في مسجدي هذا أربعين صلاة لا تفوته صلاة، كتب له براءة من النار، ونجاة من العذاب، وعتق من النار”.
- روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: “صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام”.
- روى الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ قال: “من صلى في مسجدي هذا عشرين صلاة من غير أن يفوته شيء، كتب الله له عتق رقبتين من ولد إسماعيل”.
أسباب فضل الصلاة في مسجد القبلتين
لعظيم أجر وثواب الصلاة في مسجد القبلتين أسباب عديدة، من أهمها:
- أن النبي ﷺ صلى فيه، وجاء تغيير القبلة فيه، مما يدل على عظيم شأنه ومكانته.
- أنه من المساجد التي تشد إليها الرحال، مما يدل على فضلها وأجر الصلاة فيها.
- أن الله تعالى اختاره ليكون مكانًا لتغيير القبلة، مما يدل على عظيم قدره ومكانته.
فضل مسجد القبلتين لمن زاره من خارج المدينة
فضل الصلاة في مسجد القبلتين لا يقتصر على أهالي المدينة المنورة فقط، بل يشمل أيضًا من يزوره من خارج المدينة، فقد ورد في فضل زيارته وزيارة غيره من مساجد المدينة أحاديث كثيرة، منها:
- روى الإمام البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: “من أتى مسجدي هذا، ثم صلى فيه، كان له بكل صلاة فيه مائة ألف حسنة، وحط عنه مائة ألف سيئة، ورفع له مائة ألف درجة، وبني له بيت في الجنة”.
- روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ قال: “من صلى في مساجدي الثلاثة، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى، أعتقه الله من النار”.
- روى الإمام الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ قال: “من حج البيت، ثم أتى قبري فسلم علي، حلت له شفاعتي يوم القيامة”.
فضل الصلاة في مسجد القبلتين في شهر رمضان
فضل الصلاة في مسجد القبلتين يزداد في شهر رمضان، حيث تتضاعف الحسنات والعبادات، وقد ورد في فضل الصلاة فيه في رمضان أحاديث عديدة، منها:
- روى الإمام أحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه”.
- روى الإمام النسائي وابن ماجه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: “الصلاة في رمضان تعدل عمرة، والعمرة فيه تعدل حجة”.
- روى الإمام البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر”.
أهمية المحافظة على مسجد القبلتين
نظرًا لعظيم فضل الصلاة في مسجد القبلتين، فإنه يجب على المسلمين المحافظة عليه وعلى نظافته وجماله، وذلك من خلال:
- الاهتمام بنظافة المسجد وجماله، وتوفير كافة الخدمات اللازمة للمصلين.
- إعمار المسجد بالصلاة والذكر وقراءة القرآن الكريم، وإحياء ليالي رمضان فيه.
- التوعية بأهمية المسجد وفضله، وحث الناس على زيارته والصلاة فيه.
خاتمة
وفي الختام، فإن الصلاة في مسجد القبلتين من أفضل الأعمال وأعظمها أجرًا وثوابًا، لما ورد فيها من الأحاديث والآثار التي تدل على ذلك، ومن كان في المدينة المنورة فليحرص على الصلاة فيها، ومن كان من خارج المدينة فليحرص على زيارتها والصلاة فيها، فإن ثوابها عظيم، وأجرها كبير.