قبر الفنانة صباح في مقابر أرمن بيروت: لمحة عن حياة ومسيرة الفنانة الراحلة
تقع مقابر أرمن بيروت على تلة خضراء مطلة على البحر الأبيض المتوسط، وتضم هذه المقابر رفات العديد من الشخصيات البارزة في المجتمع الأرمني اللبناني، من بينهم الفنانة الراحلة صباح، التي تعد واحدة من أكثر الفنانات شعبية في تاريخ الغناء والتمثيل في العالم العربي.
المسيرة المهنية الرائعة
وُلدت صباح في مدينة بينشبعر اللبنانية عام 1927، وبدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث اكتُشفت موهبتها الغنائية من قبل الملحن المصري محمد عبد الوهاب، الذي أشاد بصوتها القوي والمميز.
شاركت صباح في بطولة أكثر من 90 فيلمًا سينمائيًا، قدمت خلالها مجموعة واسعة من الأدوار الغنائية والتمثيلية، وأصبحت أيقونة سينمائية في العالم العربي.
الأغاني الخالدة
صُنفت صباح على أنها “الشحرورة” بسبب صوتها المميز الذي يشبه زقزقة العصافير، وقد قدمت خلال مسيرتها الفنية أكثر من 3000 أغنية، أصبحت العديد منها كلاسيكيات خالدة في الذاكرة العربية، بما في ذلك “يا دلع يا دلع” و”عالضيعة” و”جيب المجوز يا أمي”.
حصلت صباح على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرتها المهنية، بما في ذلك جائزة أفضل مطربة عربية من مهرجان الموسيقى العربية في القاهرة عام 1963، وجائزة الإنجاز مدى الحياة من المهرجان الدولي للأغنية في بيروت عام 2009.
الحياة الشخصية والعائلية
تزوجت صباح ثماني مرات، وكان زواجها من الملحن المصري أنور منسي أحد أطول زيجاتها وأكثرها شهرة، وقد أنجبت منه ابنها الوحيد، الفنان والمخرج صباح فخري.
اشتهرت صباح بحبها للحياة والاستمتاع بها، وكانت دائمًا في دائرة الضوء، سواء في حياتها الشخصية أو المهنية.
السنوات الأخيرة والرحيل
في السنوات الأخيرة من حياتها، عانت صباح من أمراض الشيخوخة، وتوفيت في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، عن عمر يناهز 87 عامًا، وأقيمت لها جنازة مهيبة حضرها الآلاف من محبيها، ودُفنت في مقابر أرمن بيروت.
إرث صباح الفني لا يزال حيًا حتى يومنا هذا، فهي تعتبر واحدة من أعظم المطربات والممثلات في تاريخ الفن العربي، وأغانيها الكلاسيكية لا تزال تحظى بشعبية كبيرة بين الجماهير العربية والعالمية.
مقبرة صباح: محج لأجيال المستقبل
يُعتبر قبر صباح في مقابر أرمن بيروت معلمًا تاريخيًا وفنيًا، ويزوره العديد من محبيها ومعجبيها سنويًا، الذين يأتون لتأبين ذكراها وتذكر إرثها الفني العظيم.
مثل مقبرة صباح منارة ثقافية وتاريخية، تحكي قصة إحدى أعظم الفنانات في تاريخ العالم العربي، وستظل ذكرى صباح ومسيرتها الفنية حية للأجيال القادمة.
ستظل صباح دائمًا تُذكر كواحدة من أعظم الفنانات في العالم العربي، وستظل أغنياتها وأفلامها تلهم وتسعد الجماهير عبر الأجيال القادمة. ونظرًا لكون قبرها مكانًا للراحة والاستبطان، فإنه يُعتبر تذكارًا مناسبًا لأسطورة فنية تركت بصمة لا تُمحى في عالم الفن والترفيه.