قصة الحجاج مع هند
كانت هند بنت أسماء المخزومية زوجة عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وشقيقة عبد الله بن أسماء بن خارجة الفهري، أحد الصحابة الذي أسلم مع أخته هند بمكة على يد أبي بكر الصديق، وقد عرفت هند بنسبها الشريف وشجاعتها وفصاحتها وجمالها، فكانت من أجمل نساء قريش.
سبب غضب الحجاج من هند
كان السبب الرئيسي لغضب الحجاج من هند هو انتمائها إلى عائلة أبي بكر الصديق، الخليفة الأول للمسلمين، والذي كان خصمًا سياسيًا لدولة الأمويين التي كان الحجاج من كبار قادتها، كما كان هناك سبب آخر لغضب الحجاج من هند وهو حادثة وقعت بينهما عندما دخل الحجاج مكة وصعد المنبر وأخذ يسب علي بن أبي طالب، فاعترضت عليه هند وقالت له: “يا حجاج، إنك تسب رجلاً سيدنا رسول الله وأصحابه معه.” فغضب الحجاج وقال لها: “يا عدوة الله، إنك لأهل بيت حرب.”
الحجاج يرسل إلى هند
أرسل الحجاج إلى هند يطلب منها الحضور إليه، فرفضت هند الحضور، فأرسل إليها ثانية يهددها ويقول لها: “إما أن تحضري إلي وإما أن أقطع لسانك.” فخافت هند من تهديد الحجاج، فذهبت إليه ومعها أخوها عبد الله بن أسماء.
الحجاج يهين هند
عندما قابلت هند الحجاج، أهانها وأساء إليها وقال لها: “يا عدوة الله، أنت التي شتمت أمير المؤمنين.” فقالت له هند: “يا حجاج، إنما شتمت عدو الله وعدو رسوله.” فغضب الحجاج وأمر بضربها، فضربها عبيده بالسياط حتى أغمي عليها.
عبد الله بن أسماء يدافع عن أخته
دافع عبد الله بن أسماء عن أخته ووقف في وجه الحجاج وقال له: “يا حجاج، اتق الله في هذه المرأة، فإنها من أهل بيت رسول الله.” فقال له الحجاج: “يا ابن أسماء، إن أختك عدوة الله وعدوة أمير المؤمنين.” فقال له عبد الله: “يا حجاج، إن أختي مسلمة مؤمنة، وهي بريئة مما تدعيه عليها.”
الحجاج يعتذر من هند
وبعد أن هدأت الأمور، اعتذر الحجاج من هند وقال لها: “يا هند، لقد أخطأت في حقك، وأنا أعتذر لك الآن.” فقالت له هند: “يا حجاج، لا سامحك الله، ولا غفر لك ما فعلت بي.”
وفاة هند
توفيت هند بنت أسماء المخزومية بعد فترة من هذه الحادثة، وقيل إنها توفيت متأثرة بما تعرضت له من تعذيب وإهانة على يد الحجاج بن يوسف الثقفي.
الخاتمة
كانت قصة الحجاج مع هند قصة مؤلمة وحزينة، وتظهر مدى القسوة والظلم الذي كان سائداً في تلك الفترة، كما تظهر شجاعة هند وفصاحتها في الدفاع عن نفسها وعقيدتها، وقد بقيت قصتها عبر التاريخ مثالاً للصمود والمقاومة في وجه الظلم والطغيان.