قصيدة سب الردي
ونستكمل معكم باقي أبيات قصيدة سب الردي للشاعر العربي أبو النواس:
سبب نظم القصيدة
جاء في الروايات التاريخية أن الشاعر أبو النواس كان من المدافعين عن الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وقد هاجم أبو النواس نقائض جرير التي هاجم فيها هشاماً في قصيدة لامية من معلقات جرير، ولكن ما أثار حفيظة النواسي على الردي أنه رآه ذات يوم وهو يحاول السخرية من نابغة بني ذبيان، فقال الردي في حق نابغة بني ذبيان:
وإذا أتيت قبر نابغة بني ذبيان أو ذي الرمة
فمر عليهما بالسلام ولا تزد
فهما من شعراء الجاهلية
ولا يزال عندنا أشعارهم في الصحف
فغضب أبو النواس، ونظم أرجوزته الشهيرة في هجاء الردي، وقد ردد في مقطع منها:
سب الردي أبي عبد الله هجره
فاليوم يرفع للشعراء فيكتب
وصف الردي
في الأرجوزة يصف النواس الردي بالأوصاف السيئة، وينعته بالقبح ونقص اللسان، ومن ذلك قوله:
قبيح الوجه منبوذ الخليقة
قصير الباع ضعيف اللسان
خلق الردي
يتهم النواس الردي باللواط، وبأنه ليس رجلاً كاملاً، ومن ذلك قوله:
وإنما أنت لوطي لا تعالجه
ولا تبالي بمن عاداك من رجل
بخل الردي
يقول النواس عن الردي أنه بخيل لا يعطي أحداً، ومن ذلك قوله:
وكنت أرجو عندك النجح والغنى
فما وجدت لديك الصاع كاللبن
غدر الردي
يتهم النواس الردي بالغدر والخيانة، ومن ذلك قوله:
وكنت عندي كأني أنت أو أخي
فما وجدت لديك الصبر كاللبن
جهل الردي
يقول النواس عن الردي أنه جاهل لا يفهم، ومن ذلك قوله:
وكنت عندي كأني أنت أو أخي
فما وجدت لديك اللين كالقطن
لعنة النواس على الردي
يختم النواس أرجوزته بالدعاء على الردي بالهلاك، ومن ذلك قوله:
عليك مني السلام أبداً
فلا بلغتك السلامة سالماً أبدا
تعتبر أرجوزة سب الردي من أشهر القصائد التي نظمها أبو النواس، وهي نموذج لما يتميز به شعره من هجاء لاذع وسباب بذيء، وقد اشتهر النواس بهذين العنصرين حتى قيل عنه أنه أحد شعراء الهجاء البارزين، وكان يتنافس مع الشاعر بشار بن برد على لقب شاعر الهجاء.