قصيدة في ابوي
الأب، ذلك العملاق الذي يقف في وجه العواصف، يحمينا بحبه وحنانه، إنه السند الذي لا ينكسر، والمعلم الأول الذي يزرع فينا مكارم الأخلاق، والأب هو الصديق الوفي الذي يقف إلى جوارنا في السراء والضراء، إنه الأمان والحصن المنيع الذي نلجأ إليه عند الشدائد.
الأب هو من علمني معنى الشجاعة، فقد كان يقف إلى جانبي في كل مرة أواجه صعوبة، لقد علمني أن أكون قويا وأن لا أستسلم أبدا، وأن أواجه التحديات بشجاعة وإصرار، وعندما كنت أقع، كان هو من يمد يده إلي وينتشلني من الحزن والإحباط.
الأب هو من علمني معنى الرحمة والعطف، لقد كان يعلمني منذ صغري أن أكون رحيما بالضعفاء والمساكين، وأن أساعد المحتاجين، لقد علمني أن الرحمة هي صفة أساسية من صفات الإنسان الحقيقي، وأنها هي التي تجعلنا نقترب من الله ونحظى برضاه.
الأب هو من علمني معنى الصبر والتحمل، فقد كان يعلمنا أن الحياة ليست سهلة، وأن هناك الكثير من الصعوبات التي سنواجهها، ولكن علينا أن نتحلى بالصبر والتحمل وأن لا نستسلم، لقد علمني أن الصبر هو مفتاح النجاح، وأن من يصبر ينتصر في النهاية.
الأب هو من علمني معنى الصدق والأمانة، فقد كان يعلمنا أن الصدق هو أساس كل شيء، وأن الأمانة هي صفة يجب أن يتحلى بها كل إنسان، لقد علمني أن الصدق والأمانة هما من أهم القيم التي يجب أن نتمسك بها في حياتنا.
الأب هو من علمني معنى التضحية والإيثار، فقد كان دائما يضحي من أجلي ومن أجل إخوتي، لقد كان يضع سعادتنا فوق سعادته، لقد علمني أن التضحية والإيثار هما من أعظم الصفات التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان، وأن من يضحي من أجل الآخرين ينال رضا الله وحب الناس.
الأب هو من علمني معنى الاحترام والتقدير، فقد كان يعلمنا أن نحترم الآخرين ونقدرهم، وأن نعاملهم كما نحب أن يعاملونا، لقد علمني أن الاحترام والتقدير هما من أهم أسس العلاقات الإنسانية الناجحة.
الأب هو جنّة الدنيا، هو من علمني كيف أعيش وكيف أتصرف في كل موقف، هو من علمني معاني الحب والتضحية والعطاء، هو من علمني معنى أن تكون رجلاً، أحبك يا أبي.
