كلام عن الشوق قصير
الشَّوْقُ هُوَ الرَّغْبَةُ الشَّدِيدَةُ وَالْحِنَانُ إِلَى شَخْصٍ غَائِبٍ، وَهُوَ مِنْ أَصْعَبِ مَا يُمْكِنُ شُعُورُ الْإِنْسَانِ بِهِ، وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ الشَّعْبِيِّ: “الشَّوْقُ قَاتِل”.
أسباب الشوق
تَتَعَدَّدُ أَسْبَابُ الشَّوْقِ، وَمِنْ أَهَمِّهَا:
– الْبُعْدُ وَالْفِرَاقُ: مِنْ أَكْبَرِ أَسْبَابِ الشَّوْقِ هُوَ الْبُعْدُ وَالْفِرَاقُ عَنْ أَحِبَّائِنَا.
– الْغِيَابُ الطَّوِيلُ: كَذَا يَكُونُ الشَّوْقُ كَبِيرًا وَمُؤْلِمًا فِي حَالَةِ الْغِيَابِ الطَّوِيلِ، وَكُلَّمَا طَالَ الْغِيَابُ زَادَ الشَّوْقُ.
– الرَّغْبَةُ فِي اللِّقَاءِ: يَزْدَادُ الشَّوْقُ بِزِيَادَةِ الرَّغْبَةِ فِي اللِّقَاءِ بِالْأَحِبَّاءِ، وَكُلَّمَا اقْتَرَبَ مَوْعِدُ اللِّقَاءِ، زَادَ الشَّوْقُ وَالْحِنَانُ.
آثار الشوق
يُؤثِّرُ الشَّوْقُ عَلَيْنَا بِطُرُقٍ عَدِيدَةٍ، مِنْهَا:
– التَّفْكِيرُ المُسْتَمِرُّ: يُصْبِحُ الشَّخْصُ الَّذِي نَشْتَاقُ إِلَيْهِ حَاضِرًا فِي مُعْظَمِ أَفْكَارِنَا، وَنُفَكِّرُ فِيهِ بِدَوْنِ إِرَادَةٍ.
– الأَحْلَامُ وَالْكَوَابِيسُ: يُمْكِنُ أَنْ يَتَحَوَّلَ الشَّوْقُ إِلَى أَحْلَامٍ، وَفِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ إِلَى كَوَابِيسَ لِكَثْرَةِ التَّفْكِيرِ بِهِ.
– التَّغَيُّرُ فِي الْمِزَاجِ: يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ الشَّوْقُ إِلَى تَغَيُّرٍ فِي الْمِزَاجِ، فَتَجِدُنَا نَكُونُ حَيْنًا مُفَرِحِينَ وَحَيْنًا آخَرَ نَكُونُ حَزِينِينَ.
طرق التعامل مع الشوق
لِلتَّعَامُلِ مَعَ الشَّوْقِ بِطُرُقٍ صِحِّيَّةٍ، يُنْصَحُ بِاتِّبَاعِ الطُّرُقِ التَّالِيَةِ:
– الْقَبُولُ: لَا بُدَّ مِنْ قَبُولِ حَقِيقَةِ الشَّوْقِ، وَأَنَّهُ شُعُورٌ طَبِيعِيٌّ لَا مَفَرَّ مِنْهُ.
– الانشِغَالُ: يُسَاعِدُ الانشِغَالُ بِالْأَعْمَالِ وَالهَوَايَاتِ فِي نِسْيَانِ الشَّوْقِ لِفَتْرَةٍ مِنَ الزَّمَنِ.
– التَّحَدُّثُ: يُمْكِنُ أَنْ يُخَفِّفَ مُجَرَّدُ التَّحَدُّثِ عَنْ الشُّعُورِ بِالشَّوْقِ مع أَحَدٍ مِنْ الأَحِبَّاءِ مِنْ حِدَّةِ هَذَا الشَّعُورِ.
الشوق في الأدب
تَحْتَلُّ مَوْضُوعَةُ الشَّوْقِ مَكَانَةً كَبِيرَةً فِي الْأَدَبِ، وَقَدْ تَغَنَّى بِهَا الشُّعَرَاءُ وَالْكُتَّابُ مُنْذُ قِدَمٍ، مِنْهُم:
– جُبْرَانُ خَلِيلُ جُبْرَانُ: “وَالشَّوْقُ حُلْمٌ، وَالْحُلْمُ هُوَ الْوَاقِعُ الَّذِي نَنْشُدُهُ”.
– نَزَارُ الْقَبَّانِيِّ: “وَكُلُّ شَيْءٍ هُنَا مِنْ غَيْرِكَ شَوْقٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ لَهُ فِينَا أَيَادِ”.
– خَلِيلُ مَطْرَانُ: “مَا فِي الْحَيَاةِ مِثْلُ الشَّوْقِ لَذَّةً، إِذَا تَوَانَى عَنْهُ الشَّوْقُ فَاتَهَا”.
الشوق في الإسلام
لِلشَّوْقِ مَكَانَةٌ عَظِيمَةٌ فِي الْإِسْلَامِ، وَيُذْكَرُ الشَّوْقُ إِلَى اللَّهِ تعالى وإِلَى الْجَنَّةِ فِي كَثِيرٍ مِنْ الآيَاتِ الْقُرْآنيَّةِ وَالأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ، مِنْهَا:
– قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: “وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى” (سُورَةُ الضُّحَى، الآيَةُ 5).
– قَوْلُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَا مِنْ عَبْدٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدُعَاءٍ إِلَّا قالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: سَمِعْتُ دُعَاءَكَ، وَسَأُجِيبُكَ وَمُنْ تَدْعُو لَهُ” (رواهُ التِّرْمِذِيُّ).
الشوق في الحب
لِلشَّوْقِ فِي الْحُبِّ طَعْمٌ خَاصٌّ، وَهُوَ يُعْتَبَرُ مِنْ أَقْوَى الْمُحَرِّكَاتِ لِلْبَشَرِ، وَيُقَالُ فِي الْأَثَرِ: “مَا زَالَ الشَّوْقُ بِالْعَاشِقِ حَتَّى صَارَ فِيهَا عَاشِقًا”.
– يُعَظِّمُ الشَّوْقُ الْمَحَبَّةَ: يُسَاعِدُ الشَّوْقُ عَلَى تَعْظِيمِ مَشَاعِرِ الْمَحَبَّةِ مَا بَيْن