تخيم علينا ذكراك بكل ما فيها من حزن وأسى، فنحن نفتقدك أشد النقصان ونحن نتذكر كل ما مررنا به من لحظات جميلة وسعيدة معك، فأنت من علمتنا معنى الحياة ومن غرس فينا بذرة الخير والإحسان، رحمك الله يا والدي الغالي عنا وأسكنك في جناته.
ذكرى وفاة أبي الحبيب
مقام الأب في الإسلام
لقد أكد الإسلام على مكانة الأب فهو العمود الفقري للأسرة، وهو المسؤول الأول عن تربية أبنائه وتوجيههم، وقد أمرنا الله تعالى ببره وصلة الرحم به، فقال عز وجل: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا”.
فعقوق الوالدين من أعظم الذنوب عند الله تعالى، وقد حذرنا الله تعالى من عاقبة عقوقهما، فقال عز وجل: “ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين”.
فمن بر والديه فقد بر ربه، ومن عق والديه فقد عق ربه، فالأب يستحق منا كل الحب والتقدير والاحترام.
فضل ذكرى وفاة الأب
ذكرى وفاة الأب مناسبة عظيمة لتجديد العهد معه، وتذكره بالدعاء والاستغفار له، والقيام بالأعمال الصالحة التي تنفع روحه، مثل الصدقة والجهاد والعمرة والحج.
كما أن ذكرى وفاة الأب فرصة للتأمل في حياتنا وفي أعمالنا، وفيما قدمناه لأبينا في حياته، وماذا يمكننا أن نقدم له بعد وفاته، لننال رضاه ورحمته.
فعندما نتذكر آباءنا المتوفين فإننا نتذكر كل ما قدموه لنا من تضحيات وعطاء، فنزداد حبا لهم ونشتاق إليهم، وندعو الله تعالى أن يرحمهم ويغفر لهم.
كيف نحي ذكرى وفاة أبينا؟
هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها إحياء ذكرى وفاة أبينا، منها:
أبي روحي الطاهرة
أبي الغالي، لقد رحلت عنا بجسدك ولكن ذكراك باقية في قلوبنا، فما زلنا نتذكر ابتسامتك ونصائحك ودعواتك لنا.
لقد كنت لنا الأب الحنون والصديق الوفي، كنت دائما سندنا وعوننا في الحياة، كنت منارة لنا في دياجير الظلام.
فقدناك يا أبي، ولكننا لن ننساك أبدا، وسنظل نترحم عليك وندعو لك بالرحمة والمغفرة.
أبي معلمي الأول
أبي أنت من علمني معنى الحياة، أنت من غرس في نفسي قيم الخير والإحسان، أنت من علمتني كيف أكون رجلا صالحا تقيا.
فقد علمتني الصدق والأمانة، علمتني التواضع والرحمة، علمتني كيف أكون عونا للضعفاء والمحتاجين.
لقد رحلت عنا بجسدك يا أبي، ولكن تعاليمك لا زالت نبراسا لنا في الحياة، فسنظل نتبع خطاك ونحمل رسالتك.
أبي حناني الحنون
أبي الحبيب، لقد كنت لي الحضن الدافئ الذي ألوذ به في وقت الشدة، كنت لي الأمان الذي يحميني من أخطار الحياة.
كنت لي السند والعون في كل خطوة أخطوها، كنت لي السراج الذي ينير لي ظلمات الطريق.
فقد نفتقدك يا أبي، نفتقد حنانك وعطفك، نفتقد نصائحك وحكمتك، رحمك الله يا والدي الغالي وأسكنك في جناته.
ختاما
في ذكرى وفاة آبائنا، نتذكر كل ما قدموه لنا من تضحيات وعطاء، فنزداد حبا لهم ونشتاق إليهم، وندعو الله تعالى أن يرحمهم ويغفر لهم.
فلنحي ذكرى آبائنا بما يليق بهم من دعاء واستغفار وصدقة، ولنكن لهم خير الأبناء في حياتهم وبعد وفاتهم.
رحم الله آبائنا وأسكنهم فسيح جناته.