كل ما يأتي من الله جميل
مقدمة
الحمد لله الذي خلق الكون ونظمه، وأبدع في خلقه، وأحاط بكل شيء علمًا، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فنعرض لكم اليوم مقالة بعنوان “كل ما يأتي من الله جميل” تتناول جوانب مختلفة ومميزة في هذا الموضوع المهم.
القسمة والنصيب: في رحمة الله ومشيئته
إن قسمة الله ونصيبه خير وجميل في كل حال، فقد قسم الله أرزاق العباد على قدر علمه وحكمته ورحمته، فما أصاب المسلم من خير فمن الله، وما أصابه من شر فمن نفسه، والله يحب عباده ويحب لهم الخير، فكل ما يأتي من الله جميل، وإن لم نفهمه أو ندركه في حينه.
الابتلاءات والشدائد: فرصة للتقرب والتزكية
الابتلاءات والشدائد التي يتعرض لها الإنسان في حياته هي جزء من سنة الله في خلقه، وهي بمثابة فرص عظيمة للتقرب إلى الله والتزكية والارتقاء، فالمؤمن الصادق يرى في الابتلاءات فرصة للمراجعة والتصحيح ومحاسبة النفس، فيلجأ إلى الله بقلبه ويستغفره ويدعوه، فيكون ذلك سببًا في رفعة درجاته وتكفير سيئاته.
الرزق والحظ: توفيق وتدبير إلهي
الرزق والحظ الذي يحظى به الإنسان في حياته هو بقدر وتدبير إلهي، فالله هو الرازق المنان الذي يرزق كل نفس من حيث لا تحتسب، والمؤمن الصادق يوقن بأن الرزق من الله وحده، ولا يعلق قلبه على أحد سواه، ويحرص على العمل والاجتهاد والتدبير الحسن، ويدرك أن كل ما يأتي من الله جميل، وإن جاء في وقت أو صورة غير متوقعة.
الأسباب والوسائل: حكم الله وتدابير العباد
الأسباب والوسائل التي يتخذها الإنسان في حياته هي بإذن الله وتحت تدبيره، فالله سبحانه وتعالى قدر الأمور وأجرى سننه في الكون، ولكن ذلك لا يعفي العباد من الأخذ بالأسباب والاجتهاد والعمل، فالمؤمن الصادق يحسن الظن بالله وييقن أن كل ما يأتي من الله جميل، لكنه في الوقت نفسه يتخذ الأسباب والوسائل المباحة لتحقيق أهدافه وغاياته.
التوكل على الله: طمأنينة القلب ومفتاح السعادة
التوكل على الله هو من أعظم العبادات وأقرب الطرق إلى السعادة والطمأنينة، فالمؤمن الذي يتوكل على الله حق التوكل يكون قلبه مطمئنًا وعيشه هنيئًا، فهو يوقن أن الله معه وسيعينه وينصره، ويواجه تقلبات الحياة بقلب قوي وثقة لا تتزعزع، لأن كل ما يأتي من الله جميل.
الصبر الجميل: مفتاح الفرج وثماره
الصبر الجميل من أعظم ما يتحلى به المؤمن في حياته، فهو يواجه الابتلاءات والشدائد بصبر وثبات، لأن الصبر مفتاح الفرج وثماره الجنة، والمؤمن الذي يبتلى ويصبر يحسب له كل يوم وليلة بصيام سنة وقيامها، ويغفر له الله ويجزل له الأجر والمثوبة، فالصبر الجميل جميل في كل حال، لأن كل ما يأتي من الله جميل.
الرضا بما قسم الله: طريق السعادة والراحة
الرضا بما قسم الله من أعظم نعم الله على عباده، فالمؤمن الصادق راضٍ بحكم الله وقضائه، ولا يتمنى غير ما كتبه الله له، فإن الذي قسم الأرزاق هو الله وحده، وهو أعلم بخلقه، والمؤمن يعلم أن كل ما يأتي من الله جميل، فيسعى في رزقه ويرضى بقسمه، فيعيش في سعادة وراحة بال.
الخلاصة
في ختام مقالتنا “كل ما يأتي من الله جميل” نؤكد أن كل ما يقدره الله لعباده هو خير وجميل، وإن لم نفهمه أو ندركه في حينه، وأن على المسلم أن يتوكل على الله حق التوكل ويتخذ بالأسباب ويصبر ويرضى بقضاء الله، فيعيش في سعادة وراحة بال وطمأنينة قلب، فكل ما يأتي من الله جميل.