كم مدة الدهر
الدهر كلمةٌ تطلق على الزّمن الطّويل جدًّا بحيث لا يُمكن إحصاؤه، ولا تحديده، ولا حصر أوقاته وأوقاته. وقد ورد لفظ الدّهر في القرآن الكريم كنايةً عن الزّمن الطّويل في كثيرٍ من المواضع. ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: “ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعًا” (الكهف، الآية 25)، وقوله تعالى: “وإن يروا عذابًا شديدًا يقولوا هذا عذابٌ أليمٌ” (هود، الآية 107)، وقوله تعالى: “سنفرغ لكم أيها الثقلان” (النّبأ، الآية 35).
حقيقة الدّهر
وذكر العلماء في حقيقة الدّهر ثلاثة أقوالٍ:
- أنّ الدّهر هو الزّمن الطّويل جدًّا الذي لا يُمكن إحصاؤه.
- أنّ الدّهر هو الزّمن الذي لا بداية له، ولا نهاية له.
- أنّ الدّهر هو يوم القيامة.
مفهوم الدّهر عند العرب
أمّا العرب فقد كان مفهوم الدّهر عندهم مُرتبطًا بمفهوم الزّمن الطّويل جدًّا. فكانوا يطلقون لفظ الدّهر على الزّمن الذي يعجز عن استيعابه العقل البشري. وكانوا يعتقدون أنّ طول الدّهر يبلغ إلى الحدّ الذي لا يمكن تصوّره. وكانوا يصفون الزّمن الطّويل بأنّه “دُهورٌ”.
استخدام لفظ الدّهر في اللّغة العربيّة
ويُستعمل لفظ الدّهر في اللّغة العربيّة في سياقاتٍ كثيرة، منها:
- وصف الزّمن الطّويل جدًّا، نحو: “عاش فلان دهرًا طويلًا”.
- التّعجّب من طول الزّمن، نحو: “سبحان الله، كم هذا الدّهر طويل؟!”
- التّحذير من طول الزّمن، نحو: “يا بنيّ، لا تغفل عن الآخرة، فإن الدّهر سريع الزّوال”.
الدّهر في القرآن الكريم
وقد ورد لفظ الدّهر في القرآن الكريم في أكثر من موضعٍ. ومن استعمالات الدّهر في القرآن الكريم قوله تعالى:
- “وإن يروا عذابًا شديدًا يقولوا هذا عذابٌ أليمٌ” (هود، الآية 107).
- “سنفرغ لكم أيها الثقلان” (النّبأ، الآية 35).
- “إنّ جهنّم كانت مرصادًا للطّاغين، لابثين فيها أحقابًا، لا يذوقون فيها بردًا ولا شرابًا، إلّا حميمًا وغساقًا، جزاءً بما كانوا يعملون” (النّبأ، الآية 21-25).
الدّهر في الحديث النّبوي
وقد ورد لفظ الدّهر في الحديث النّبويّ الشّريف في بعض المواضع، منها قوله صلّى الله عليه وسلّم:
- “مُرُوا أبناءكم بالصّلاة لسبعٍ، فإذا بلغوا عشرًا، فاضربوهم عليها، وفرّقوا بينهم في المضاجع” (سنن ابن ماجه، رقم الحديث 1389).
- “لا تُنكِح الثّيّب حتّى تُستأمر، ولا تُنكِح البكر حتّى تُستأذن، قالوا يا رسول الله: وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت” (سنن النّسائي، رقم الحديث 3222).
- “آمُرُوا أهاليكم بالصّلاة، فإنّ الدّهر عجول” (سنن أبي داود، رقم الحديث 497).
الدّهر وأسماء الله الحُسنى
ورد لفظ الدّهر في اسمٍ من أسماء الله الحُسنى، وهو اسم “الدّاهر”. وهذا الاسم يعني الذي لا بداية له، ولا نهاية له. وهو من أسماء الله الحُسنى الكُبرى. وهو يدلّ على عظمة الله تعالى، وقدرته، وخلوده.
خاتمة
وبهذا نكون قد بيّنا حقيقة الدّهر، ومفهومه عند العرب، واستعماله في اللّغة العربيّة، وفي القرآن الكريم، وفي الحديث النّبويّ الشّريف. نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الخاتمة، وأن يُعوّضنا عن طول الدّهر في الآخرة بالسّعادة والنّعيم.