القهوة الكفة: مشروب تقليدي يعكس تراثنا وتقاليدنا
القهوة الكفة، مشروب عربي أصيل جذوره تمتد إلى أعماق تاريخنا وتراثنا العريق، فهي رمز للكرم والضيافة، وتجسيد حي لروحنا العربية الأصيلة.
أصل القهوة الكفة
يعود أصل القهوة الكفة إلى الجزيرة العربية، حيث يقال أن أول من اكتشفها كان راعي أغنام يمني يُدعى خالد، الذي لاحظ أن أغنامه أصبحت أكثر نشاطًا بعد تناولها بذور شجرة البن، فجربها بنفسه ووجد أنها تمنحه الطاقة واليقظة. سرعان ما انتشر استخدام القهوة بين العرب، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من ثقافتهم وتقاليدهم.
{|}
انتقلت القهوة الكفة بعد ذلك إلى بلاد الشام ومصر وتركيا، وأصبحت من المشروبات الشعبية المفضلة، وانتشرت مقاهيها في المدن والبلدات، وكانت بمثابة مراكز اجتماعية وثقافية.
أدوات تحضير القهوة الكفة
لتحضير القهوة الكفة، نحتاج إلى بعض الأدوات البسيطة، وهي:
{|}
- دلة القهوة (وعاء معدني ذو فوهة ضيقة ويد طويلة)
- محماس القهوة (وعاء دائري معدني لعملية التحميص)
- المهباش (وعاء نحاسي صغير لطحن القهوة)
- المنقلة (موقد فحمي أو كهربائي)
- فناجين القهوة (أكواب صغيرة خاصة بالقهوة)
خطوات تحضير القهوة الكفة
تتكون عملية تحضير القهوة الكفة من عدة خطوات:
- تحميص حبوب البن: في البداية، يتم تحميص حبوب البن في المحماس على المنقلة حتى تكتسب اللون البني المائل إلى السواد.
- طحن القهوة: بعد تحميص الحبوب، تُطحن في المهباش حتى تصبح مسحوقًا ناعمًا.
- غلي الماء: تُملأ الدلة بالماء وتُوضع على المنقلة حتى تغلي.
- إضافة القهوة إلى الماء المغلي: يُضاف مسحوق القهوة إلى الماء المغلي وتُحرك جيدًا.
- ترك القهوة تغلي: تُترك القهوة تغلي على نار خفيفة لمدة 10-15 دقيقة، أو حتى تظهر طبقة من الرغوة على السطح.
- تصفية القهوة: تُرفع الدلة عن النار وتُترك جانبًا لمدة دقيقة أو دقيقتين حتى ترسب القهوة في القاع، ثم تُسكب في الفناجين.
{|}
أنواع القهوة الكفة
هناك عدة أنواع من القهوة الكفة، تختلف باختلاف منطقة التحضير وطريقة التحميص والطحن:
- القهوة العربية: تُحضر القهوة العربية باستخدام حبوب البن المحمصة جدًا والمطحونة ناعمة، وتُقدم في فناجين صغيرة وتُنكّه عادةً بالهيل والزعفران.
- القهوة التركية: تُحضّر القهوة التركية باستخدام حبوب البن المحمصة بدرجة متوسطة والمطحونة ناعمة للغاية، وتُقدم في فناجين صغيرة تُسمى “إستكانات”، وعادةً ما تُحلى بالسكر.
- القهوة اليمنية: تتميز القهوة اليمنية بحبوبها الكبيرة المحمصة بدرجة متوسطة والمطحونة خشنة، وتُقدم في فناجين متوسطة الحجم وتُنكّه عادةً بالجوزة الطيب أو القرفة.
القهوة الكفة في المجتمع العربي
تعد القهوة الكفة أكثر من مجرد مشروب في المجتمع العربي، فهي رمز للكرم والضيافة، وتُقدم للضيوف في جميع المناسبات، من الزيارات العادية إلى الاحتفالات الكبيرة.
كما تُعد القهوة الكفة جزءًا لا يتجزأ من التقاليد العربية، ويُستخدم مصطلح “قهوة الكفة” أيضًا للإشارة إلى جلسات التجمع الاجتماعي التي تنظمها العائلات والأصدقاء حول فناجين القهوة.
القهوة الكفة والصحة
أظهرت الدراسات أن القهوة الكفة لها بعض الفوائد الصحية، منها:
- مضادات الأكسدة: تحتوي القهوة الكفة على مضادات أكسدة قوية تساعد على حماية الخلايا من التلف.
- تحسين وظائف المخ: يحتوي الكافيين الموجود في القهوة الكفة على تأثيرات منشطة يمكن أن تساعد في تحسين الإدراك واليقظة.
- تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة: تشير بعض الدراسات إلى أن القهوة الكفة قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض مثل مرض باركنسون ومرض الزهايمر والسكتة الدماغية.
{|}
القهوة الكفة في الأدب والفن
{|}
ألهمت القهوة الكفة العديد من الشعراء والكتاب والفنانين العرب، الذين تغنوا بها في أشعارهم ورواياتهم ولوحاتهم الفنية، ومن أشهر الأعمال الأدبية التي تناولت القهوة الكفة:
- “قهوة الكون” لمحمود درويش
- “قهوة المقهى” لتوفيق الحكيم
- “قهوة بلا سكر” لإبراهيم نصر الله
خاتمة
القهوة الكفة هي أكثر من مجرد مشروب، فهي جزء لا يتجزأ من ثقافتنا وتراثنا العربي الأصيل، ورمز للكرم والضيافة، وتجسيد حي لروحنا العربية الأصيلة. ولا تزال القهوة الكفة تحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم العربي، وتُقدم في المنازل والمقاهي والمناسبات الاجتماعية، وتُعتبر جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.