لا تدري لعل الله

لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً

لا تدري لعل الله

مقدمة

تتجلى عظمة الله سبحانه وتعالى في أنه يعلم ما لا نعلم، فما يبدو لنا مسدودًا أو صعبًا قد ينقلب إلى سهولة ويسر بفضل الله وكرمه. ولعل هذا ما عبر عنه قوله تعالى: ﴿لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾.

لا تدري لعل الله

التوكل على الله والثقة بقضائه

لا تدري لعل الله

لا تدري لعل الله

يحثنا الله تعالى على التوكل عليه والثقة بقضائه، فمهما بدا الأمر صعبًا أو مستحيلاً، فإن توكلنا على الله وثقنا بحكمته، فسييسر لنا الخير في الدنيا والآخرة. فعلى المؤمن أن يتيقن بأن الله قادر على كل شيء، وأن حكمته في خلقه لا تُدرك، وأن العاقبة الحميدة لا تكون إلا لمن توكل على الله ورضي بقضائه.

لا تدري لعل الله

ولنا في قصة سيدنا يوسف عليه السلام خير عبرة، فقد تعرض للعديد من المحن والابتلاءات، لكنه توكل على الله ولم يفقد الأمل في رحمته. وبفضل توكله وثقته بالله، تحولت محنته إلى منحة، فأصبح عزيز مصر وأنقذ أهله من الجوع والعطش.

لا تدري لعل الله

لذلك، علينا أن نتعلم من قصة سيدنا يوسف وأمثالها، وأن نتوكل على الله في كل أمورنا، فليس هناك من هو أفضل من الله تدبيرًا وتدبيرًا.

لا تدري لعل الله

التفاؤل وحسن الظن بالله

لا تدري لعل الله

ومن ثمرات التوكل على الله حسن الظن به والتفاؤل في كل الأحوال، فالمؤمن الذي يثق بربه ويعلم أنه لا يُضيع أجر من أحسن عملًا، يرى دائمًا في المستقبل فرجًا وأملًا. فلا ينبغي للمؤمن أن يقنط من رحمة ربه، مهما بدا الأمر صعبًا أو مستحيلاً.

لا تدري لعل الله

وإن من أعظم مظاهر حسن الظن بالله الإيمان بأن كل ما يصيب المؤمن من خير أو شر فهو خير له في النهاية. فمهما كانت الآلام والتحديات التي نواجهها في الدنيا، فإن المؤمن يوقن بأنها بلاء من الله لرفع درجاته في الآخرة.

لا تدري لعل الله

ولعلنا نرى في قصة سيدنا أيوب عليه السلام أصدق مثال على حسن الظن بالله، فقد ابتُلي بأشد المحن والابتلاءات، لكنه لم يقنط من رحمة ربه، بل صبر واحتسب، فرفع الله تعالى عنه البلاء ورده إلى ما هو أفضل مما كان عليه.

لا تدري لعل الله

الدعاء والاستغفار

لا تدري لعل الله

وإلى جانب التوكل والتفاؤل، فإن الدعاء والاستغفار من أهم الوسائل التي تقربنا إلى الله وتيسر لنا أمورنا. فلندع الله تعالى ونطلب منه العون والتوفيق في كل أمورنا، ولنستغفره من ذنوبنا وخطايانا، فإن الاستغفار يمحو الذنوب ويفتح أبواب الرزق والفرج.

لا تدري لعل الله

وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على الدعاء والاستغفار، فقال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، وقال: ﴿وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

لا تدري لعل الله

ولعلنا نرى في قصة سيدنا زكريا عليه السلام خير دليل على أثر الدعاء والاستغفار، فقد دعا الله تعالى أن يرزقه ولدًا صالحًا، فاستجاب الله لدعائه رغم أنه كان شيخًا كبيرًا وامرأته عاقرًا.

لا تدري لعل الله

الرضى بقضاء الله

لا تدري لعل الله

وبعد التوكل والتفاؤل والدعاء، علينا أن نرضى بقضاء الله وقدره، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، والرضا بقضاء الله من أهم أسباب الراحة النفسية والطمأنينة القلبية. فإن المؤمن الذي يرضى بقضاء الله يدرك أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما فاته لم يكن ليصيبه.

لا تدري لعل الله

وكم من نعمة يحرم منها الإنسان بسبب عدم رضاه بقضاء الله، وكم من بلاء يُبتلى به الإنسان بسبب سخطه على قدر الله. فالمؤمن الراضي بقضاء الله لا يرى في البلاء إلا أنه ابتلاء من الله لرفع درجاته في الآخرة، ولا يرى في النعم إلا أنها من الله سبحانه وتعالى.

لا تدري لعل الله

ولعلنا نرى في قصة سيدنا موسى عليه السلام خير مثال على الرضا بقضاء الله، فقد كان يحمل همًا كبيرًا على قومه، لكنه في النهاية رضى بقضاء الله وسلم للأمر الواقع، فنجاه الله وقومه من فرعون وجنوده.

لا تدري لعل الله

الحكمة الإلهية في الأحداث

لا تدري لعل الله

إن من الأمور التي ينبغي للمؤمن أن يدركها ويفهمها هي الحكمة الإلهية في الأحداث التي تجري في هذا الكون، فإن الله تعالى لا يفعل شيئًا عبثًا، بل إن لكل حدث حكمة ومصلحة خفية قد لا ندركها في الوقت الحاضر. وقد قال الله تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

لا تدري لعل الله

ولعلنا نرى في قصة سيدنا يوسف عليه السلام أصدق دليل على الحكمة الإلهية في الأحداث، فقد بيع يوسف إلى الرق وفقد أهله، لكن هذه الأحداث المؤلمة كانت مقدمة لرفع شأنه وجعله عزيز مصر في النهاية.

لا تدري لعل الله

لذلك، علينا أن نوقن بأن الله تعالى لا يفعل شيئًا إلا بحكمة، وأن ما نراه مكروهًا أو ضارًا قد يكون خيرًا لنا في النهاية، وما نراه محبوبًا أو نافعًا قد يكون شرًا لنا.

لا تدري لعل الله

التسليم لأمر الله

لا تدري لعل الله

وبعد التوكل والتفاؤل والرضا بالحكمة الإلهية، علينا أن نسلم لأمر الله ونقبل بكل ما قضاه لنا، فالتسليم لأمر الله من أعلى درجات الإيمان والتوحيد. فإن المؤمن الذي يسلم لأمر الله يدرك أن الله تعالى هو الحكيم العليم، وأن قضائه وقدره لا مرد له.

وكم من هم وكرب ينشأ من عدم التسليم لأمر الله، وكم من نعمة تُحرم بسبب الاعتراض على قضاء الله. فالمؤمن المسلم لله لا يتذمر ولا يسخط على قدر الله، بل يرضى ويقبل بكل ما قضاه الله له.

لا تدري لعل الله

ولعلنا نرى في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام خير مثال على التسليم لأمر الله، فقد أمره الله تعالى بذبح ابنه إسماعيل، فلم يتردد أو يعترض، بل سلم للأمر وقبل بقدر الله، فنجاه الله ونجى ابنه إسماعيل بأمر منه.

لا تدري لعل الله

الخاتمة

لا تدري لعل الله

ختامًا، فإن قول الله تعالى: ﴿لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾ يحمل في طياته الكثير من الدروس والعبر، أهمها التوكل على الله والثقة بقضائه، والتفاؤل وحسن الظن بالله، والدعاء والاستغفار، والرضا بقضاء الله، وإدراك الحكمة الإلهية في الأحداث، والتسليم لأمر الله. فعلى المؤمن أن يجعل من هذه الدروس والتعاليم نبراسًا له في حياته، وأن يوقن بأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *