لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
إن هذه العبارة القرآنية الكريمة تحمل في طياتها الكثير من المعاني والدلالات، والتي تبعث في النفس الأمل والتفاؤل، وتشجع على الاجتهاد والسعي الدؤوب، وتحذر من اليأس والقنوط.
التوكل على الله عز وجل
ومن معاني هذه العبارة أن المسلم يجب أن يتوكل على الله عز وجل في جميع أموره، وأن يثق به وبقدرته على تغيير الأقدار وتيسير الأمور.
فالله سبحانه وتعالى هو وحده المتصرف في الأمور، وهو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، وهو الذي يقلب القلوب، ويغير الأحوال.
وأن الإنسان مهما اجتهد وسعى، فإنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا إلا بإذن الله سبحانه وتعالى.
التفويض لله عز وجل
ومن معاني هذه العبارة أيضا أن المسلم مطالب بأن يفوض أمره إلى الله عز وجل، وأن يترك له تدبير شؤونه.
وذلك لأن الله سبحانه وتعالى هو أعلم بمصلحة عباده، وهو الذي يقدر لهم ما فيه خيرهم.
فعلى المسلم أن يطمئن إلى قدر الله وقضائه، وأن يرضى بما قسمه له، وأن يسلم أمره إليه سبحانه وتعالى.
حسن الظن بالله عز وجل
ومن معاني هذه العبارة كذلك أن المسلم يجب أن يحسن الظن بالله عز وجل، وأن يثق بأنه لن يضيع سعيه.
وذلك لأن الله سبحانه وتعالى يحب عباده، ويريد لهم الخير، وهو لا يحب أن يشق عليهم.
وعلى المسلم أن يتذكر أن الله سبحانه وتعالى قد وعد المؤمنين بالفرج بعد الشدة، وبأن مع العسر يسرا.
السعي والاجتهاد
ومن ناحية أخرى، فإن هذه العبارة لا تعني أن المسلم يجلس مكتوف الأيدي، منتظرا أن يحدث الله له أمرا.
بل عليه أن يسعى ويجتهد، ويبذل كل ما في وسعه، ويستعين بالله سبحانه وتعالى في كل أموره.
فالسعي والاجتهاد من أهم أسباب التوفيق، وهو الذي يعين الإنسان على تحقيق أهدافه.
الصبر على البلاء
ومن معاني هذه العبارة أيضا أن المسلم يجب أن يصبر على البلاء والشدائد.
وذلك لأن البلاء والشدائد هما ابتلاء من الله عز وجل، وقد يقدرها لعباده لأسباب لا يعلمونها.
فعلى المسلم أن يحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى، وأن يصبر محتسبا، وأن لا ييأس أو يقنط.
التحذير من اليأس والقنوط
ومن معاني هذه العبارة كذلك أن المسلم مطالب بأن يتحذر من اليأس والقنوط.
وذلك لأن اليأس والقنوط من الصفات المذمومة، والتي دلت نصوص الشرع على تحريمها.
فعلى المسلم أن يثابر ويجتهد، وأن لا يستسلم لليأس أو القنوط، وأن يتوكل على الله سبحانه وتعالى في جميع أموره.
دعاء المسلمين
ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا هو دعاء المسلمين، وهم يتطلعون إلى تحقيق أهدافهم، أو زوال المتاعب والهموم عنهم.
فالمسلم عندما يقول: لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، فإنه يستجلب معونة الله سبحانه وتعالى، ويتضرع إليه أن ييسر له أمره، ويحقق له ما يصبو إليه.
وعلى المسلم أن يكثر من هذا الدعاء، وأن لا يكل ولا يمل، وأن يثق بأن الله سبحانه وتعالى سيستجيب له في الوقت المناسب.
وفي الختام، فإن عبارة لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا تحمل في طياتها الكثير من المعاني والدلالات، والتي يجب على المسلم أن يتفكر فيها، وأن يجعلها نبراسا له في حياته.
فالمسلم عندما يتوكل على الله عز وجل، ويفوض إليه أمره، ويحسن الظن به، ويسعى ويجتهد، ويصبر على البلاء، ويتحذر من اليأس والقنوط، فإن الله سبحانه وتعالى سيعينه على تحقيق أهدافه، وسييسر له أمره، ويحقق له ما يصبو إليه في الوقت المناسب.