لله ما اخذ وله ما اعطى
إن من أعظم الأمور التي يمكن للإنسان إدراكها هي حقيقة أن كل شيء في هذه الحياة ملك لله تعالى، فالله هو المالك الحقيقي لكل شيء، وهو الذي يعطي ويأخذ متى شاء وكيفما شاء، وما من أحد يستطيع أن يعترض على حكمه أو مشيئته، ومن هنا تأتي أهمية فهم وقبول مفهوم “لله ما أخذ وله ما أعطى”.
الرضا بقضاء الله وقدره
من أهم الأمور التي يجب على المؤمن أن يتحلى بها هو الرضا بقضاء الله وقدره، فالله تعالى هو الحكيم العليم، وهو الذي يعرف ما هو خير لنا وما هو أصلح لنا، وقد قال تعالى: “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” (البقرة: 216).
لذا فإن الرضا بقضاء الله وقدره هو من أعظم أسباب السعادة والطمأنينة في الحياة، فعندما يدرك الإنسان أن كل شيء بيد الله تعالى، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، فإنه يطمئن قلبه ويرضى بقضاء الله وقدره.
وإن من أعظم الأمثلة على الرضا بقضاء الله وقدره هو قصة سيدنا أيوب عليه السلام، فقد أصيب بالابتلاء الشديد، ففقد ماله وولده وصحته، ولكنه صبر واحتسب وتضرع إلى الله تعالى، فاستجاب له الله تعالى ورد عليه ما فقد.
التوكل على الله
التوكل على الله هو من أهم الأمور التي يمكن للإنسان أن يتحلى بها، فالتوكل هو الاعتماد على الله تعالى في جميع الأمور، والثقة بأن الله تعالى هو وحده القادر على نفع الإنسان أو ضره، وقد قال تعالى: “وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ” (الطلاق: 3).
والتوكل على الله لا يعني الكسل أو اليأس، بل يعني العمل والاجتهاد مع الثقة بأن الله تعالى هو وحده القادر على تحقيق النتائج، ومن هنا فإن التوكل على الله هو من أعظم أسباب القوة والثبات في الحياة.
وإن من أعظم الأمثلة على التوكل على الله هو قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، فقد ألقي في النار، ولكنه توكل على الله تعالى، فنجاه الله تعالى من النار.
الصبر على البلاء
الصبر على البلاء هو من أعظم الأمور التي يمكن للإنسان أن يتحلى بها، فالبلاء هو كل ما يصيب الإنسان من مصائب وأحزان، والصبر على البلاء هو الثبات وعدم الجزع وعدم التذمر، وقد قال تعالى: “وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ” (هود: 115).
والصبر على البلاء له أجر عظيم عند الله تعالى، فالصبر على البلاء يكفر عن الذنوب ويرفع الدرجات، ومن هنا فإن الصبر على البلاء هو من أعظم أسباب الفوز بالجنة.
وإن من أعظم الأمثلة على الصبر على البلاء هو قصة سيدنا يوسف عليه السلام، فقد تعرض للكثير من البلاء والابتلاءات، ولكنه صبر واحتسب وتضرع إلى الله تعالى، فنجاه الله تعالى من البلاء وعوضه خيرا.
الشكر لله على النعم
الشكر لله على النعم هو من أعظم الأمور التي يمكن للإنسان أن يتحلى بها، فالشكر لله هو الاعتراف بإنعام الله تعالى والإظهار باللسان والجوارح على ذلك، وقد قال تعالى: “وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ” (البقرة: 172).
والشكر لله على النعم له أجر عظيم عند الله تعالى، فالشكر لله على النعم يزيد في النعم ويفتح أبواب الرزق، ومن هنا فإن الشكر لله على النعم هو من أعظم أسباب الفوز بالجنة.
وإن من أعظم الأمثلة على الشكر لله على النعم هو قصة سيدنا سليمان عليه السلام، فقد شكر الله تعالى على نعمه، فأعطاه الله تعالى ملكا عظيما.
التسليم لأمر الله
التسليم لأمر الله هو من أعظم الأمور التي يمكن للإنسان أن يتحلى بها، فالتسليم لأمر الله هو القبول بقضاء الله وقدره والرضا به، وقد قال تعالى: “إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ” (البقرة: 156).
والتسليم لأمر الله لا يعني الضعف أو الاستسلام، بل يعني القوة والثبات، فالمؤمن الذي يسلم لأمر الله هو مؤمن قوي وثابت، لأنه يعرف أن كل شيء بيد الله تعالى، وأنه لا يقدر أحد على تغيير قضاء الله وقدره.
وإن من أعظم الأمثلة على التسليم لأمر الله هو قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد سلم لأمر الله تعالى في حادثة الإسراء والمعراج، وفي حادثة الغدير، وفي حادثة الفتح.
الثقة بحكمة الله
الثقة بحكمة الله هي من أعظم الأمور التي يمكن للإنسان أن يتحلى بها، فالثقة بحكمة الله هي اليقين بأن الله تعالى حكيم في كل أقواله وأفعاله، وأنه لا يفعل شيئا إلا لحكمة بالغة، وقد قال تعالى: “وَيَدْبُرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ” (السجدة: 5).
والثقة بحكمة الله هي من أعظم أسباب السعادة والطمأنينة في الحياة، فالمؤمن الذي يثق بحكمة الله تعالى يطمئن قلبه ويرضى بقضاء الله وقدره، لأنه يعرف أن الله تعالى حكيم في كل أقواله وأفعاله.
وإن من أعظم الأمثلة على الثقة بحكمة الله هو قصة سيدنا موسى عليه السلام، فقد وثق بحكمة الله تعالى في حادثة الخضر، وفي حادثة البحر.
اللجوء إلى الله
اللجوء إلى الله هو من أعظم الأمور التي يمكن للإنسان أن يتحلى بها، فاللجوء إلى الله هو التوجه إليه تعالى بالدعاء والابتهال، وقد قال تعالى: “وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا” (الإسراء: 19).
واللجوء إلى الله له أجر عظيم عند الله تعالى، فالله تعالى يحب أن يلجأ إليه عباده، ومن هنا فإن اللجوء إلى الله هو من أعظم أسباب الفوز بالجنة.
وإن من أعظم الأمثلة على اللجوء إلى الله هو قصة سيدنا يونس عليه السلام، فقد لجأ إلى الله تعالى في بطن الحوت، فنجاه الله تعالى من الغرق.
الخاتمة
إن مفهوم “لله ما أخذ وله ما أعطى” هو من أعظم المفاهيم التي يمكن للإنسان إدراكها، فالله تعالى هو المالك الحقيقي لكل شيء، وهو الذي يعطي ويأخذ متى شاء وكيفما شاء، ومن هنا فإن الإيمان بهذا المفهوم هو من أعظم أسباب السعادة والطمأن