لله ما أعطى ولله ما أخذ
المقدمة
الله سبحانه وتعالى هو الخالق والرازق لكل شيء، وهو الذي يعطي ويأخذ متى شاء وكيف شاء، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وفي كل الأحوال يجب على المؤمن أن يكون راضياً بقضاء الله وقدره، وأن يعلم أن كل ما يحدث له هو بإرادة الله عز وجل، وأن لله ما أعطى ولله ما أخذ.
الملك لله وحده
الله وحده هو مالك كل شيء في الكون، وهو الذي يعطي ويمنع، وينعم ويبتلي، ولا أحد يستطيع أن يعطي أو يأخذ إلا بإذنه سبحانه، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 97].
وقد أعطانا الله من نعمه ما لا يحصى، ورزقنا من فضله ما لا يعد ولا يحصى، وعلينا أن نشكره على نعمه، وأن نستغفره على ما اقترفت أيدينا من ذنوب وخطايا.
وإذا ابتلانا الله بشيء من المكروه، فعلينا أن نصبر ونحتسب، وأن نؤمن بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وأن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
الموت حق على كل نفس
الموت هو حق على كل نفس، لا مفر منه ولا مهرب، قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ [العنكبوت: 57].
وعندما يحين أجل الإنسان، لا يملك أحد أن يمنعه من الموت، ولا أن يرده إلى الحياة مرة أخرى، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا﴾ [آل عمران: 145].
وعلى المؤمن أن يتحضر للموت، وأن يستعد للقاء ربه، وأن يعمل الصالحات التي تنفعه يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “موتوا قبل أن تموتوا”.
الرزق من عند الله
الرزق من عند الله وحده، وهو الذي يرزق كل نفس ما كتب لها، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [غافر: 13].
وعلى المسلم أن يتوكل على الله في رزقه، وأن يثق بأنه لن يتركه وحيدًا، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3].
وقد قسم الله الأرزاق بين الناس بقدر معلوم، لا يزيد أحد في رزقه إلا بقدر ما كتبه الله له، ولا ينقص أحد من رزقه إلا بقدر ما كتبه الله عليه.
الشفاء من عند الله
الشافي من كل داء هو الله وحده، قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء: 80].
وعلى المسلم أن يتوكل على الله في شفائه، وأن يدعوه أن يمن عليه بالصحة والعافية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تبارك وتعالى جعل لكل داء دواء، فاطلبوا الدواء”.
وقد جعل الله في بعض الأطعمة والأعشاب شفاءً من الأمراض، وعلى المسلم أن يستعين بها للعلاج، ولكن عليه أن يتوكل على الله أولًا، وأن يعلم أن الشفاء من عنده وحده.
العافية منحة من الله
العافية منحة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، وهي من أعظم النعم التي ينعم الله بها على عباده، قال تعالى: ﴿وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا﴾ [الإسراء: 83].
وعلى المسلم أن يشكر الله على نعمه وعافيته، وأن يدعوه أن يديمها عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”.
وعلى المسلم أن يحافظ على صحته وعافيته، وأن لا يضر نفسه أو يضر غيره، قال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195].
الخاتمة
إن لله ما أعطى ولله ما أخذ، وهو سبحانه يعطي ويمنع متى شاء وكيف شاء، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وعلى المؤمن أن يكون راضياً بقضاء الله وقدره، وأن يعلم أن كل ما يحدث له هو بإرادة الله عز وجل، وأن لله ما أعطى ولله ما أخذ.