ما أصابه لم يكن ليصيبه إلا بإذن الله
مقدمة
إن من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يتيقن بها، هي أن كل ما يقع في هذه الحياة ما هو إلا بمشيئة الله وإرادته، فكل شيء محسوب ومكتوب ومقدر، ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه وتعالى.
ما أصابه لم يكن ليصيبه إلا بإذن الله
ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: (ما أصابك لم يكن ليصيبك إلا بإذن الله)، ويدل هذا على أن كل ما يصيب الإنسان من خير أو شر مكتوب ومقدر عليه، وأن مشيئة الله نافذة لا راد لها.
ليس كل ما يصيب الإنسان يقدر عليه في الأزل
لكن تجدر الإشارة إلى أن هذا لا يعني أن كل ما يصيب الإنسان مقدر عليه في الأزل، بل إن الإنسان مخير ومسؤول عن أفعاله، وسيحاسب يوم القيامة على ما فعل، ومن ثَمَّ فإن الآية الكريمة تتعلق بما يصيب الإنسان من أمور لم يكن له فيها حيلة ولا اختيار.
أمثلة على ما أصابه لم يكن ليصيبه إلا بإذن الله
من الأمثلة على ذلك:
- الابتلاءات والشدائد: قد يصاب الإنسان ببعض الابتلاءات والشدائد، وهذا يكون بإذن الله، وذلك لاختبار صبره وجعله يتقرب إليه.
- المصائب والنكبات: قد يبتلي الإنسان ببعض المصائب والنكبات، وذلك بإذن الله أيضًا، وهذا يكون ليختبر صبره ويعلو درجاته يوم القيامة.
- الأرزاق: إن أرزاق العباد مقدرة ومكتوبة، ولا يزيد أحد في رزقه بمكر أو حيلة، ولا ينقص أحد في رزقه بكد أو عمل.
أسباب حدوث ما أصاب الإنسان لم يكن ليصيبه إلا بإذن الله
هناك أسباب عديدة لحدوث ما أصاب الإنسان لم يكن ليصيبه إلا بإذن الله، منها:
- الابتلاء والاختبار: قد يبتلي الله الإنسان ليعلم مدى صبره وقوة إيمانه، وذلك ليرفعه درجات في الجنة.
- التكفير عن الذنوب: قد يصاب الإنسان ببعض المصائب أو الابتلاءات تكفيرًا عن بعض ذنوبه، وذلك لكي ينجو من عذاب الله يوم القيامة.
- التربية والتأديب: قد يصاب الإنسان ببعض الابتلاءات لتربيته وتأديبه، وذلك لكي يتعلم الصبر والرضا بقضاء الله.
الحكمة من حدوث ما أصاب الإنسان لم يكن ليصيبه إلا بإذن الله
هناك حكمة عظيمة من حدوث ما أصاب الإنسان لم يكن ليصيبه إلا بإذن الله، منها:
- زيادة الإيمان بالله: إن الإيمان بقدر الله وقضائه من أهم أركان الإيمان، ويزداد إيمان الإنسان كلما رأى قدرة الله في هذا الكون.
- التوكل على الله: إن من أثر الإيمان بقدر الله وقضائه، التوكل عليه سبحانه وتعالى، والإيمان بأن الله هو الناصر والمعين.
- رضا بقضاء الله وقدره: إن الإيمان بقضاء الله وقدره يجعل الإنسان يرضى بما يصيبه، ويسلم أمره لله، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليصيبه إلا بإذن الله.
آثار الإيمان بـ “ما أصابه لم يكن ليصيبه إلا بإذن الله”
ومن آثار الإيمان بـ “ما أصابه لم يكن ليصيبه إلا بإذن الله”:
- راحة البال والطمأنينة: إن من آمن بقدر الله وقضائه، اطمأن قلبه واستراحت نفسه، وعلم أن ما يصيبه هو خير له وإن لم يعلم.
- ثبات عند الشدائد: إن الإيمان بقضاء الله وقدره يجعل الإنسان ثابتًا عند الشدائد، ولا يجزع مما يصيبه، بل يصبر ويتوكل على الله.
- الرضا بما قسم الله: إن الإيمان بقضاء الله وقدره يجعل الإنسان راضيًا بما قسم الله له، لا يتمنى غيره، ولا يحسد غيره.
خاتمة
إن الإيمان بقضاء الله وقدره من أهم أركان الإيمان، وبه يطمئن قلب الإنسان ويرضى بما يصيبه، ويرضى بقضاء الله وقدره، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليصيبه إلا بإذن الله.