منطقة البداية أو البؤرة
تُعرّف منطقة البداية أو البؤرة بأنها النقطة داخل الأرض حيث تبدأ حركة الانزلاق أو الزلزال. وتُعد هذه المنطقة مركز الزلزال، وهي النقطة التي تتجمع فيها الضغوط وتُطلق على شكل موجات زلزالية.
تُحدد منطقة البداية عادةً من خلال ثلاثة إحداثيات: خط العرض وخط الطول والعمق. ويوفر خط العرض والخط الطول الموقع الأفقي للمنطقة، بينما يُشير العمق إلى بعدها تحت سطح الأرض.
الأنواع الرئيسية لمناطق البداية
- مناطق البداية الضحلة: تقع هذه المناطق على عمق أقل من 70 كيلومترًا، وتكون شائعة في المناطق ذات النشاط التكتوني العالي، مثل حدود الصفائح التكتونية.
- مناطق البداية المتوسطة: تقع هذه المناطق على عمق يتراوح بين 70 و 300 كيلومتر، وتكون شائعة في المناطق ذات النشاط التكتوني المعتدل.
- مناطق البداية العميقة: تقع هذه المناطق على عمق أكبر من 300 كيلومتر، وهي أقل شيوعًا وتوجد بشكل رئيسي في المناطق ذات النشاط التكتوني المنخفض.
{
|}
الأسباب الجيولوجية لمناطق البداية
- التصادم الصفائحي: عندما تتصادم صفيحتان تكتونيتان، تتراكم الضغوط على طول حدودهما. وعندما تتجاوز هذه الضغوط قوة الصخور، تحدث حركة انزلاقية، مما يؤدي إلى زلزال.
- الانجراف الصفائحي: عندما تتحرك صفيحتان تكتونيتان بعيدًا عن بعضهما البعض، يمكن أن تتشكل مناطق ضعيفة على طول حدودهما. ويمكن أن تؤدي تراكم الضغوط في هذه المناطق إلى حدوث زلزال.
- الحركات الداخلية: يمكن لعمليات مثل تدفق الوشاح أو دوران نواة الأرض أن تحدث ضغوطًا داخلية على الصخور، مما يؤدي إلى حدوث زلزال.
العلاقة بين منطقة البداية وشدة الزلزال
- مناطق البداية الضحلة: تميل الزلازل التي تحدث في مناطق البداية الضحلة إلى أن تكون أكثر تدميرًا لأنها أقرب إلى سطح الأرض، حيث تعاني المباني والبنية التحتية من أكبر قدر من الاهتزاز.
- مناطق البداية المتوسطة: تميل الزلازل التي تحدث في مناطق البداية المتوسطة إلى أن تكون أقل تدميرًا، ولكنها يمكن أن تُحدث أضرارًا كبيرة اعتمادًا على حجم الزلزال والمسافة من منطقة البداية.
- مناطق البداية العميقة: تميل الزلازل التي تحدث في مناطق البداية العميقة إلى أن تكون أقل تدميرًا بسبب امتصاص الاهتزازات الزلزالية أثناء مرورها عبر المسافة الطويلة إلى السطح.
{
|}
تحديد موقع منطقة البداية
- قياسات الموجات الزلزالية: يمكن تحديد موقع منطقة البداية من خلال تحليل قياسات الموجات الزلزالية المسجلة بواسطة أجهزة قياس الزلازل.
- التوقيت: يصل كل نوع من الموجات الزلزالية إلى أجهزة قياس الزلازل في أوقات مختلفة. ويمكن استخدام هذا التوقيت لتحديد المسافة إلى منطقة البداية.
- النمذجة الحاسوبية: تُستخدم النماذج الحاسوبية أيضًا لتحديد موقع منطقة البداية عن طريق محاكاة انتشار الموجات الزلزالية في الأرض.
أهمية معرفة منطقة البداية
- التقدير الاستباقي للخطر: يمكن أن تساعد معرفة الموقع المحتمل لمناطق البداية في تحديد المناطق المعرضة للخطر من الزلازل.
- تطوير رموز البناء: يمكن استخدام معلومات منطقة البداية لتطوير رموز البناء التي تخفف من آثار الزلازل على المباني والبنية التحتية.
- أنظمة الإنذار المبكر: يمكن استخدام معرفة مناطق البداية المحتملة لتطوير أنظمة الإنذار المبكر التي توفر وقتًا ثمينًا للأفراد للإخلاء قبل وقوع الزلزال.
الخلاصة
تُعتبر منطقة البداية أو البؤرة نقطة البداية لحركة الانزلاق أو الزلزال. وتُحدد هذه المنطقة من خلال نوع الموجات الزلزالية ومسارها والعمق. ويعتمد نوع الزلزال وشدة الاهتزاز على موقع منطقة البداية. وتلعب معرفة منطقة البداية دورًا حيويًا في تحديد المناطق المعرضة للخطر من الزلازل وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، مما يساعد على حماية الأرواح والممتلكات.
