العقيدة الواسطية
العقيدة الواسطية هي إحدى أهم وأشهر المؤلفات العقائدية في الإسلام، وهي للإمام أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الرازي المعروف بابن تيمية الحراني، وتعتبر من أهم وأشهر المؤلفات العقائدية في الإسلام، وتشتهر هذه العقيدة بوسطيتها في مسائل الاعتقاد، حيث جمعت بين آراء أهل السنة والجماعة، وتجنبت الغلو والتفريط.
مباحث العقيدة
الإيمان بالله تعالى
يعد الإيمان بالله تعالى ركنًا أساسيًا من العقيدة الإسلامية، ويشتمل على الإيمان بوجوده، وأنه واحد لا شريك له، وتنزيهه عن كل صفات النقص والتشبيه، والإيمان بعلمه وإرادته وقدرته.
{|}
يؤكد ابن تيمية في هذه المسألة على التوحيد المطلق لله تعالى، وأن أسماءه وصفاته يجب أن يفسرها على معناها اللغوي دون تحريف أو تعطيل، وأن الله تعالى منزه عن الحلول والاتحاد.
ويبين ابن تيمية أن الإيمان بالله تعالى يتطلب الإيمان بالصفات العلى التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، مثل العزة والكبرياء، والرحمة والعدل، والإحاطة والعلم، مع تجنب التشبيه والتكييف.
الإيمان بالملائكة
تؤمن العقيدة الواسطية بالإيمان بالملائكة بأنهم خلق الله تعالى من نور، وأنه خلقهم ليكونوا عبادًا له مطيعين لأوامره، وأنهم مكلفون بمهام مختلفة، مثل حمل العرش وإبلاغ الرسالات وتدبير أمور الكون.
ويؤكد ابن تيمية على أن الإيمان بالملائكة يجب أن يكون مبنيًا على الأدلة الشرعية، وأنه لا يجوز الغلو فيهم أو إنكار وجودهم، وأن وظيفتهم هي عبادة الله تعالى وتنفيذ أوامره.
ويميز ابن تيمية بين الملائكة والجن والإنس، حيث يرى أن الملائكة مخلوقات نورانية عاقلة، وأن الجن مخلوقات نارية عاقلة، وأن الإنسان مكون من جسد مادي وروح عاقلة.
الإيمان بالكتب السماوية
تؤمن العقيدة الواسطية بالإيمان بالكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى على رسله، ومنها التوراة والإنجيل والزبور والقرآن الكريم، وأن هذه الكتب تحتوي على شرائع وأحكام وقصص وأخبار.
ويبين ابن تيمية أن الإيمان بالكتب السماوية واجب على كل مسلم، وأنه لا يجوز إنكارها أو تحريفها أو تفضيل بعضها على بعض، وأن القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية وأكملها.
ويؤكد ابن تيمية على أن الكتب السماوية تتضمن التعاليم والتشريعات التي أرسل بها كل رسول، وأنها تدعو جميعًا إلى الإيمان بالله تعالى واتباع شرائعه وأوامره.
الإيمان بالرسل والأنبياء
{|}
تؤمن العقيدة الواسطية بالإيمان بالرسل والأنبياء عليهم السلام، وأنهم بشر اختارهم الله تعالى لهداية الناس وبلاغ رسالته، وأنهم معصومون من الخطأ والزلل في تبليغ الرسالة.
ويؤكد ابن تيمية على أن الإيمان بالرسل والأنبياء حق واجب على كل مسلم، وأنه لا يجوز إنكارهم أو تكذيبهم أو سبهم، وأنهم جاءوا بتعاليم وشرائع تناسب أقوامهم وعصورهم.
ويبين ابن تيمية أن الرسل والأنبياء عليهم السلام كانوا بشرًا عاديين، لكن الله تعالى اصطفاهم وأرسلهم لهداية الناس، وأنهم ليسوا آلهة ولا أنبياء ذوي قدرات خارقة.
الإيمان باليوم الآخر
تؤمن العقيدة الواسطية بالإيمان باليوم الآخر، وهو اليوم الذي ينتهي فيه العالم ويعرض فيه الناس على الله تعالى للحساب والجزاء، وأنه يوم الجزاء على الأعمال والإيمان والطاعات، وأن الله تعالى سيحاسب الناس على أقوالهم وأفعالهم.
ويبين ابن تيمية أن الإيمان باليوم الآخر من أركان الإيمان، وأن الجزاء فيه سيكون عادلاً، وأن الله تعالى سيجازي كل نفس بما عملت، وأنه لا ظلم عليه.
ويعرض ابن تيمية الأدلة العقلية والنقلية على حدوث يوم القيامة، ويبين أن الموت والحساب والجزاء من حقائق الإيمان، وأن حياة الإنسان في الدنيا محدودة ومؤقتة.
{|}
الإيمان بالقدر
تؤمن العقيدة الواسطية بالإيمان بالقدر، وأن الله تعالى هو خالق كل شيء، وأن كل ما يحدث في الكون فهو بإرادته وقدره، وأن للإنسان إرادة واختيارًا في أفعاله، وأنه مسؤول عن أعماله.
{|}
ويؤكد ابن تيمية على أن الإيمان بالقدر لا يتعارض مع الإيمان بالإرادة الحرة للإنسان، وأن القول بالقدر لا يعني الجبر والإجبار، بل الإيمان بأن الله تعالى هو خالق كل شيء.
ويبين ابن تيمية أن الإيمان بالقدر يمنع من اليأس والإحباط، ويحفز على العمل والاجتهاد، وأن الإنسان مسؤول عن أفعاله، وأنه لن يجازى إلا بما عمل.
الإيمان بالغيب
{|}
تؤمن العقيدة الواسطية بالإيمان بالغيب، وهي الأمور التي أخبر عنها الله تعالى في كتابه أو على لسان رسوله، وهي أمور لا يمكن إدراكها بالحواس الخمس، ولكن يجب الإيمان بها بناءً على الأدلة الشرعية.
ويؤكد ابن تيمية على أن الإيمان بالغيب هو ركن أساسي من أركان الإيمان، وأن الإيمان بالله تعالى وبكتبه ورسله يتطلب الإيمان بما أخبروا به عن الغيب.
ويبين ابن تيمية أن من أمثلة الغيب التي يجب الإيمان بها: الإيمان بالأنبياء والرسل الذين لم يرد ذكرهم في القرآن الكريم، والإيمان بالجنة والنار، والإيمان بالملائكة والجن.
الخاتمة
تعتبر العقيدة الواسطية من أهم وأشهر المؤلفات العقائدية في الإسلام، وهي تتميز باعتدالها ووسطيتها في مسائل الاعتقاد، وقد جمعت بين آراء أهل السنة والجماعة، وتجنبت الغلو والتفريط.