محبة الرسول للأنصار
إن محبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للأنصار كانت من أعظم مظاهر عطفه ورحمته بهم، ويظهر ذلك جليًا في مواقف كثيرة ومتعددة طوال حياته.
إظهار الوفاء لهم
كان النبي صلى الله عليه وسلم وفيًا عظيمًا للأنصار الذين نصروه وآووه في المدينة المنورة، حيث قال لهم بعد فتح مكة: “اللهم إني أشهد أنهم قد وفوا بي ونصروا ديني، فأحسن الله جزاءهم”.
كما أنه صلى الله عليه وسلم كان يذكر فضلهم ويثني عليهم كثيرًا، ويقول: “الأنصار هم الذين بذلوا المهج والأموال”.
وقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار مكانة خاصة في المجتمع الإسلامي، فرصد لهم من الغنائم والفيء ما لم يعطِه لغيرهم.
تقدير تضحياتهم
كان النبي صلى الله عليه وسلم مدركًا للتضحيات العظيمة التي قدمها الأنصار من أجل نصرة الإسلام، فكان يقدر تضحياتهم ويحترمهم على ذلك.
فقد قال صلى الله عليه وسلم: “لولا الهجرة والأنصار لكنت ضعيفًا ذليلًا”.
كما أنه صلى الله عليه وسلم قال عنهم: “هم أشرف الناس حسبًا، ونسبًا، وإسلامًا”.
العدل والإنصاف
كان النبي صلى الله عليه وسلم عادلاً في تعامله مع الأنصار، لا يفضل أحدًا منهم على آخر إلا بحسب جهاده وتقواه.
فقد قال صلى الله عليه وسلم: “إن الأنصار بمنزلة النجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم”.
كما أنه صلى الله عليه وسلم قسم الغنائم بين الأنصار والمسلمين المهاجرين بالعدل والإنصاف، ولم يفضل أحدًا منهم على الآخر.
الحماية والدفاع
كان النبي صلى الله عليه وسلم حاميًا للأنصار، وكان يدافع عنهم ويضرب بيده على أيدي من يؤذيهم.
فقد قال صلى الله عليه وسلم: “من آذى الأنصار فقد آذى الله ورسوله”.
كما أنه صلى الله عليه وسلم قال: “الأنصار هم جناحي اللذان أطير بهما”.
الفضل والمنزلة
أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار منزلة خاصة في الدين، فقد قال: “الأئمة من قريش، والعلماء من الأنصار”.
كما أنه صلى الله عليه وسلم قال: “خير الناس ثلاثة: رجل مجاهد في سبيل الله، ورجل عالم عامل بعلمه، ورجل محب لله ورسوله”.
وقد خص النبي الأنصار بمناقب كثيرة، وقال: “أنتم الأنصار، وأنتم الذين تنصرون الله ورسوله”.
الوصية بهم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي الناس بحسن معاملة الأنصار والاهتمام بهم.
فقد قال صلى الله عليه وسلم: “من أحب الأنصار فقد أحبني، ومن أبغض الأنصار فقد أبغضني”.
كما أنه صلى الله عليه وسلم قال: “من آذى الأنصار فلا يحسبه الله مؤمنًا بي”.
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار كانت من أعظم مظاهر عطفه ورحمته بهم، وقد أظهر لهم ذلك في كثير من المواقف والتصرفات، حيث كان وفيًا لهم ومقدرًا لتضحياتهم وعادلاً معهم وحاميًا لهم ومنحهم فضلًا ومنزلة خاصة، ووصى الناس بحسن معاملتهم والاهتمام بهم.