مقتل أحمد سيف الدبش
اغتيل أحمد سيف الدبش، الناشط السياسي الليبي البارز، في مدينة بنغازي شرق ليبيا يوم الخميس الموافق 10 فبراير 2023.
كان الدبش شخصية رئيسية في الثورة الليبية عام 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي. وقد شغل منصب نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الهيئة الحاكمة التي خلفت القذافي. ومع ذلك، فقد استقال لاحقًا بسبب خلافاته مع قيادة المجلس.
الحياة المبكرة والمهنية
ولد أحمد سيف الدبش في عام 1962 في مدينة درنة شرق ليبيا. درس القانون في جامعة قار يونس ببنغازي وعمل محامياً قبل دخوله عالم السياسة.
انضم الدبش إلى حركة المعارضة الليبية في الثمانينيات وشارك في الجهود الرامية للإطاحة بالقذافي. وبعد اندلاع الثورة الليبية في عام 2011، انتُخب نائباً لرئيس المجلس الوطني الانتقالي.
الصراع مع قيادة المجلس الوطني الانتقالي
سرعان ما نشأ نزاع بين الدبش وقيادة المجلس الوطني الانتقالي، لا سيما رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل. واستقال من منصبه في عام 2012، متهماً المجلس بالفساد والفشل في إدارة شؤون البلاد بعد الإطاحة بالقذافي.
انتقد الدبش أيضًا النهج التصالحي للمجلس الوطني الانتقالي تجاه الموالين السابقين للقذافي، قائلاً إنه سمح لهم بالإفلات من العقاب والاستفادة من الثورة.
تأسيس حزب العدالة والبناء
بعد استقالته من المجلس الوطني الانتقالي، أسس الدبش حزب العدالة والبناء، وهو حزب إسلامي معتدل شارك في الانتخابات البرلمانية الليبية عام 2012.
فشل حزب العدالة والبناء في الفوز بالانتخابات، لكنه أصبح قوة سياسية مهمة في ليبيا. واستمر الدبش بالعمل كناقد صريح لقادة البلاد.
الانتقادات المستمرة للحكومة
استمر الدبش في انتقاد حكومات ما بعد القذافي، متهماً إياها بالفشل في توفير الأمن والخدمات الأساسية للشعب الليبي.
كما انتقد تدخل القوى الأجنبية في ليبيا، قائلاً إنه ساهم في زعزعة استقرار البلاد وعرقلة جهود المصالحة الوطنية.
التهديدات بالقتل
في الأشهر التي سبقت اغتياله، تلقى الدبش تهديدات بالقتل من جماعات مسلحة مجهولة الهوية. وحمّل مسؤولية سلامته للحكومة الليبية.
ومع ذلك، لم يتم اتخاذ أي إجراء لحمايته، وقُتل في النهاية بالرصاص من قبل مسلحين مجهولين في مدينة بنغازي يوم 10 فبراير 2023.
ردود الفعل على الاغتيال
قوبل اغتيال أحمد سيف الدبش بانتقادات واسعة من المسؤولين الليبيين والدوليين ومنظمات حقوق الإنسان.
وقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة إن اغتيال الدبش “عمل جبان لا يغتفر”. واستنكر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، الاغتيال ودعا إلى إجراء تحقيق شامل.
النتائج
كان اغتيال أحمد سيف الدبش خسارة كبيرة لليبيا. لقد كان صوتًا قويًا للمعارضة وناقدًا صريحًا للحكومة. وأدى اغتياله إلى زعزعة استقرار البلاد وعرقلة جهود المصالحة الوطنية.
ما زال التحقيق في اغتياله جارياً، لكن من غير الواضح من يقف وراء هذا العمل. وقد ألقى بعض المعلقين باللوم على الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون التي تسعى إلى إسكات المعارضة، بينما يعتقد آخرون أن الدبش كان مستهدفًا بسبب انتقاداته للحكومة.
بغض النظر عن الفاعلين، فإن اغتيال أحمد سيف الدبش يسلط الضوء على العنف وسوء الإدارة اللذين استمرا في إعاقة ليبيا منذ الإطاحة بالقذافي.