من ثمرات الصدقة وفوائدها
مقدمة
الصدقة من العبادات الجليلة التي حث عليها ديننا الحنيف لما لها من أثر كبير في تنمية روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع، ولما تعود به من منافع عظيمة على الفرد والأسرة والمجتمع كما بيّن ذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”.
بركة الرزق
تعد الصدقة من أهم أسباب زيادة الرزق، وقد وعد الله المتصدقين بزيادة الرزق في الدنيا والآخرة، فقد قال تعالى: “من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافًا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون”.
– وتتعدد أشكال الصدقة التي يمكن أن نتصدق بها، فهي ليست مقتصرة على المال فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة”.
– وللصدقة فضل عظيم في فتح أبواب الرزق فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نقص مال من صدقة”.
– لذلك يجب أن نحرص على الصدقة بقدر استطاعتنا، وأن نثق في وعد الله لنا بزيادة الرزق، فقد قال تعالى: “إن الله يرزق من يشاء بغير حساب”.
كفارة للذنوب
تعد الصدقة من أهم أسباب كفارة الذنوب والخطايا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”.
– لذلك يجب أن نحرص على الصدقة في سبيل الله، وأن لا ننتظر أن نكثر من المال حتى نتصدق، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة أعتقتها، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك”.
– ولا يقتصر أجر الصدقة على الدنيا، بل يتعداه إلى الآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تقي صاحبها من سوء المنقلب، وتظله في يوم القيامة في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، وتكون جوازًا على الصراط، وتقعل به في الميزان”.
– لذلك يجب أن نكثر من الصدقات، وأن ندعو الله أن يقبلها منا وأن يجعلها سببًا في دخولنا الجنة.
جلب الرحمة والبركة
تعد الصدقة من أهم أسباب جلب الرحمة والبركة على المتصدق وعلى أهله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تدفع سبعين بابًا من الشر”.
– وللصدقة أثر طيب على النفوس، فهي تبعث على السعادة والرضا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نقص مال من صدقة، بل يزيدها الله”.
– كما أن للصدقة أثر كبير على المجتمع، فهي تساعد على تقوية أواصر التكافل والتراحم بين أفراده، وتساهم في الحد من الفقر والظلم.
– لذلك يجب أن نحرص على الصدقة بقدر استطاعتنا، وأن ندعو الله أن يجعلنا من المتصدقين الذين ينالون رحمته وبركته.
أنواع الصدقات
تتعدد أنواع الصدقات التي يمكن أن نتصدق بها، ومن أهمها:
– صدقة المال: وهي من أفضل أنواع الصدقات، ويمكن أن نتصدق بها مباشرة على الفقراء والمحتاجين، أو من خلال الجمعيات الخيرية.
– صدقة الطعام: وهي من أنواع الصدقات التي لها أجر كبير، ويمكن أن نتصدق بها على الجائعين والمحتاجين، أو من خلال الجمعيات الخيرية.
– صدقة العلم: وهي من أنواع الصدقات التي لها ثواب عظيم، ويمكن أن نتصدق بها من خلال تعليم الجاهلين، أو من خلال نشر العلم والمعرفة.
– صدقة الوقت: وهي من أنواع الصدقات التي لها أجر كبير، ويمكن أن نتصدق بها من خلال مساعدة المحتاجين، أو من خلال التطوع في الأعمال الخيرية.
فضل الصدقة الجارية
تعد الصدقة الجارية من أفضل أنواع الصدقات، وهي الصدقة التي يستمر نفعها بعد موت المتصدق، مثل بناء مسجد أو مدرسة أو حفر بئر.
– وللصدقة الجارية أجر عظيم عند الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.
– ومن الأمثلة على الصدقة الجارية، بناء مسجد أو مدرسة أو مستشفى، أو حفر بئر، أو شراء مصحف ووقفها في المسجد، أو تعليم الناس العلم الشرعي.
– لذلك يجب أن نحرص على التصدق بالصدقات الجارية، وأن نستثمر أموالنا في الآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا، فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة، إلا كتب له به صدقة”.
الصدقة في رمضان
تعد الصدقة في شهر رمضان من أفضل أنواع الصدقات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تصدق بصدقة في رمضان كانت مثل ثواب سبعين صدقة فيما سواه من الشهور”.
– وللصدقة في رمضان فضل عظيم عند الله، فهي تكفر الذنوب، وتجلب الرحمة والبركة، وتعين على صيام رمضان وقيامه.
– وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة في رمضان، فقد كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، كما حث صلى الله عليه وسلم على التصدق ولو بالقليل.
– لذلك يجب أن نحرص على الصدقة في رمضان، وأن لا ننظر إلى قلة ما نتصدق به، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة أعتقتها، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك”.
خاتمة
الصدقة من العبادات الجليلة التي حث عليها ديننا الحنيف، ولها أجر عظيم عند الله، فهي تكفر الذنوب، وتجلب الرحمة والبركة، وتساعد على زيادة الرزق، وتعين على شفاء الأمراض، وتدفع سبعين بابًا من الشر.
وختامًا، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتصدقين الذين ينالون رحمته وبركته، وأن يجعل صدقاتنا خالصة لوجهه الكريم.