من لايشكر الناس لايشكر الله. الإجابة الصحيحة هي : نعم.
من لا يشكر الناس لا يشكر الله
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد، فإن من أهم الصفات والأخلاق التي حث عليها الإسلام وأمر بها هي شكر الله تعالى ושל الناس. فالله سبحانه وتعالى أنعم علينا بنعم لا تعد ولا تحصى من طعام وشراب وصحة وأمن وغير ذلك من النعم الظاهرة والباطنة. أما الناس فيشكرون على ما يقدمون لنا من معروف ومساعدة وإحسان، فالأصل في الإنسان أن يكون شكوراً لله تعالى ولكل من قدم له معروفاً. الفرق بين شكر الله تعالى وشكر الناس: 1. سبب الشكر: – شكر الله تعالى يكون على نعمائه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، والتي تشمل كل ما نملكه ونستمتع به. – أما شكر الناس فيكون على ما يقدمونه لنا من معروف وإحسان، سواء كان مادياً أو معنوياً. 2. طريقة الشكر: – شكر الله تعالى يكون بالقلب والقول والعمل، وذلك من خلال عبادته وطاعته وشكره باللسان والثناء عليه والإقرار بنعمه. – أما شكر الناس فيكون باللسان والثناء عليهم والإقرار بما قدموه لنا من معروف، بالإضافة إلى الوفاء لهم ورد الجميل إن أمكن. 3. ثمرة الشكر: – شكر الله تعالى يورث المغفرة والرحمة والبركة في الرزق والعمر والصحة، ويجعل العبد قريباً من الله تعالى. – أما شكر الناس فيقوي أواصر المحبة والترابط بين الناس، وينشر الإيجابية والامتنان في المجتمع. آداب شكر الناس: 1. سرعة الشكر: – من آداب شكر الناس الإسراع بالشكر وعدم تأخيره، حتى لا يضيع فضل المحسن وينسى معروفه. 2. إظهار الشكر: – ينبغي أن يكون الشكر ظاهراً وواضحاً، حتى يعلم المحسن أن معروفه مقدر ومحمود. 3. مبالغة الشكر: – ينبغي المبالغة في شكر الناس، وذلك من خلال الثناء عليهم والدعاء لهم بالخير. مراتب شكر الناس: 1. رد المعروف: – أعلى مراتب شكر الناس هي رد المعروف إليهم بنفس الطريقة أو أفضل منها إن أمكن. 2. الدعاء بالخير: – إذا لم يستطع العبد رد المعروف، فيمكنه أن يشكر المحسن بالدعاء له بالخير والتوفيق والسداد. 3. الثناء عليه: – يمكن شكر المحسن بالثناء عليه ومدحه أمام الآخرين، والتحدث عن صفاته الحميدة وأفعاله الطيبة. آثار ترك شكر الناس: 1. عقوبة الله تعالى: – ترك شكر الناس من موجبات غضب الله تعالى، لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله. 2. بغض الناس: – ترك شكر الناس يؤدي إلى بغضهم واستياءهم، لأنهم يشعرون بعدم تقدير معروفهم. 3. انقطاع المعروف: – إذا اعتاد الناس على عدم شكرهم، فإنهم قد يمتنعون عن تقديم المعروف للآخرين، مما يؤدي إلى انقطاع أواصر المحبة والإحسان في المجتمع. فيا عباد الله، لقد أمرنا الله تعالى بشكر الناس وشكر كل من قدم لنا معروفاً، وذلك لما في ذلك من فوائد جمة للعبد وللمجتمع. ومن ترك شكر الناس فقد ترك أمراً عظيماً من أمر الدين، وارتكب ذنباً عظيماً من الذنوب. فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لشكر نعمه علينا وعلى الناس، وأن يجعلنا من الشاكرين الصادقين.