هضبة حسمى
تعد هضبة حسمى هضبة بركانية في جنوب سوريا، على بعد حوالي 70 كيلومتراً جنوب شرق دمشق. تمتد الهضبة لمسافة 30 كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب و15 كيلومتراً من الشرق إلى الغرب، وتغطي مساحة إجمالية تبلغ 450 كيلومتراً مربعاً. يبلغ متوسط ارتفاع الهضبة 1200 متر فوق مستوى سطح البحر، ويُشكل درعاً بركانياً واسعاً مسطحاً مع منحدرات لطيفة.
الجيولوجيا
تتكون هضبة حسمى بشكل رئيسي من الصخور البركانية، بما في ذلك البازلت والتوف. تكونت الهضبة من سلسلة من الانفجارات البركانية التي حدثت في العصر الجيولوجي الرباعي، منذ حوالي 10 ملايين سنة. أدت هذه الانفجارات إلى تكوين طبقات سميكة من الحمم البركانية والرماد، والتي شكلت الهضبة.
المياه
تفتقر هضبة حسمى إلى الأنهار الدائمة، لكن بها العديد من الينابيع التي توفر المياه للمنطقة. ينبع أحد هذه الينابيع، المعروف باسم عين حسمى، من أعماق الهضبة ويُشكل بركة مائية صغيرة. تستغل المياه من الينابيع في الزراعة والري.
التربة
تُغطى هضبة حسمى بالتربة البركانية الخصبة، والتي هي غنية بالمعادن والعناصر الغذائية. هذه التربة مثالية لزراعة المحاصيل، وهي أحد الأسباب الرئيسية وراء استخدام أجزاء كبيرة من الهضبة للزراعة.
الحياة النباتية
تغطي هضبة حسمى مجموعة متنوعة من النباتات، بما في ذلك الأشجار والشجيرات والأعشاب. الأنواع النباتية الرئيسية الموجودة على الهضبة هي أشجار الزيتون والبلوط والسنديان. تشمل النباتات الأخرى الشائعة الزعتر والشيح والخزامى.
الحياة الحيوانية
تعد هضبة حسمى موطناً لمجموعة متنوعة من الحياة البرية، بما في ذلك الثدييات والطيور والزواحف. تشمل الثدييات الشائعة الموجودة على الهضبة الغزلان والخنازير البرية والأرانب. تشمل الطيور الشائعة الحجل والحمام البري والنسور. تشمل الزواحف الشائعة السحالي والثعابين والسلاحف.
التاريخ
كانت هضبة حسمى مأهولة بالسكان منذ آلاف السنين. كانت المنطقة في السابق موطناً للإمبراطورية الرومانية، التي تركت وراءها العديد من الآثار، بما في ذلك القلاع والحمامات. في القرن السابع الميلادي، فتح المسلمون المنطقة، وأصبحت جزءًا من العالم الإسلامي. حكم الأيوبيون والمماليك والعثمانيون هضبة حسمى على مر القرون.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد هضبة حسمى بشكل أساسي على الزراعة. تُزرع العديد من المحاصيل على الهضبة، بما في ذلك القمح والشعير والعدس والزيتون. بالإضافة إلى الزراعة، يعد السياحة أيضًا مصدرًا مهمًا للدخل في المنطقة. تجذب الهضبة السياح بمناظرها الطبيعية الخلابة ووفرة الآثار التاريخية.
تعد هضبة حسمى هضبة بركانية فريدة ذات تاريخ غني وموارد طبيعية وفيرة. تتنوع الحياة النباتية والحيوانية على الهضبة، وهي موطن لعدد من الآثار التاريخية. يعتمد اقتصاد المنطقة بشكل أساسي على الزراعة والسياحة. تعد هضبة حسمى عنصراً مهماً في التراث الثقافي والطبيعي لسوريا.