هل العود حرام؟
يُعد العود من الآلات الموسيقية الوترية الشهيرة والتي تحظى بشعبية واسعة في العديد من الثقافات حول العالم، وقد أثار استخدام العود جدلاً واسعاً بين العلماء المسلمين حول حكمه الشرعي، وفي هذا المقال سوف نستعرض الأدلة المختلفة والأراء الفقهية حول هل العود حرام أم لا.
الأدلة التي تحرم العود
1. الأدلة من القرآن الكريم:
يذكر بعض العلماء بعض الآيات القرآنية التي تنهى عن اتباع الشهوات واللذات، ومن ذلك قوله تعالى: “وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ” (ص:26)، ويعتبرون أن العود من آلات اللهو التي تدخل في هذا النهي.
2. الأدلة من السنة النبوية:
روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف”، ويستدل بعض العلماء بهذا الحديث على تحريم العود باعتباره من المعازف.
3. أدلة من أقوال الصحابة والتابعين:
نقل عن بعض الصحابة والتابعين كابن مسعود وابن عباس وابن سيرين أنهم حرموا العود، ويستدل أصحاب هذا الرأي بهذه الأقوال.
الأدلة التي تجيز العود
1. الأدلة من القرآن الكريم:
يستدل بعض العلماء بآيات قرآنية أخرى تدعو إلى إباحة الطيبات ومباهج الحياة، ومن ذلك قوله تعالى: “قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ” (الأعراف:32)، ويعتبرون أن العود يدخل في هذه الزينة المباحة.
2. الأدلة من السنة النبوية:
هناك أحاديث أخرى للنبي صلى الله عليه وسلم تدل على جواز العود، ومن ذلك ما رواه أبو داود وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده جاريتان تغنيان بالدف، فلم ينههما.
3. أدلة من أقوال العلماء:
ذهب كثير من العلماء إلى جواز العود، ومنهم الإمام الشافعي الذي قال: “أجيز السماع بالعود والقانون والدف والشبابة وغير ذلك إذا لم يكن فيه غناء مجون”، وقال الإمام أحمد: “لا أرى به بأساً”.
شروط جواز العود
إذا جاز العود فإن ذلك مشروط بعدة شروط، منها:
– ألا يصاحب العزف غناء فيه فحش أو كلمات محرمة.
– ألا يؤدي العود إلى الانشغال عن العبادات والواجبات.
– ألا يكون العزف على العود وسيلة للفسق والفجور.
حكم الاستماع إلى العود
يرى بعض العلماء أن الاستماع إلى العود حرام لأنه يثير الشهوات واللذات، بينما يرى آخرون أن الاستماع إلى العود جائز بشرط ألا يكون فيه غناء محرم أو كلمات فاحشة.
حكم شراء العود
اختلف العلماء في حكم شراء العود، فمنهم من يرى أن شراء العود حرام لأنه شراء لآلة محرمة، بينما يرى آخرون أن شراء العود جائز لمن يجوز له استخدامه.
حكم تعليم العود
كما اختلف العلماء في حكم تعليم العود، فمنهم من يرى أن تعليم العود حرام لأنه تعليم لمعصية، بينما يرى آخرون أن تعليم العود جائز لمن يجوز له استخدامه.
الخلاصة
اتفق العلماء على أن العود آلة موسيقية، واختلفوا في حكم الشرع فيه، فمنهم من حرمه، ومنهم من أجازه بشروط، والراجح من أقوال العلماء هو جواز العود بشروط، وأن الاستماع إليه وشراءه وتعليمه جائز بشرط ألا يكون فيه مفسدة شرعية.